Zamanin Bayahude na Suryani
عصر السريان الذهبي: بحث علمي تاريخي أثري
Nau'ikan
إذا ألقينا نظرة عامة على أبنية السريان في العراق، وما بين النهرين، وشمالي سوريا، وجدناها مستوفاة أصول الهندسة والإتقان، فهناك شاعت طرائقهم الرهبانية شيوعها في وادي النطرون بمصر، وهناك كثرت المناسك والأديار التي تجاوز عدد المترهبين في بعضها المئات بل الآلاف، وهناك كثير من هذه الأديار التي عني بعمارتها الملوك والأمراء والأعيان وأهل الثراء، نخص منها بالذكر: «دير اللج» الذي شيده النعمان بن المنذر، ووصفه ياقوت الرومي بقوله: «لم يكن في ديارات الحيرة أحسن بناء منه.» ثم «دير الأعور» المنسوب إلى النعمان الذي تنصر وزهد في الدنيا، ودير «الجرعة» المنسوب إلى عبد المسيح بن بقيلة الغساني، ودير «هند الكبرى» شيدته أم عمرو بن هند «أمة المسيح وأم عبده وبنت عبيده»،
6
وكان جميع مؤسسي تلك الأديار من السريان.
ولا شك أن مشيدي تلك الأديار لم يدخروا وسعا في إتقان بنيانها وحسن هندستها؛ لأنهم كانوا من ذوي المكانة والغيرة واليسار، وفيما تبقى من آثارها حتى اليوم ما يشير إلى فخامتها وعظم شأنها. وذكر الكتاب عشرات الأديار نعتوا بعضها بأجمل النعوت، وهناك ما أثبته ياقوت عن دير الرصافة قال: إنه «من عجائب الدنيا حسنا وعمارة.»
7
وما قلناه عن أديار السريان يصدق بحذافيره على كنائسهم الوافرة العدد؛ فإنها كانت غالبا هياكل واسعة الأرجاء، شاهقة البنيان، ذات أسواق متعددة، جامعة بين المتانة وحسن الشكل، وقد وصف الكتبة والشعراء المسلمون كنائس النصارى ومحاربها وصلبانها وما ازدانت به من النقوش والزخارف، وخص الهمذاني بالذكر في كتابه جزيرة العرب «كنيسة الباعوثة في الحيرة»، وهي كرسي من الكراسي المطرانية عند السريان. (3) عناية المستشرقين وعلماء الآثار بدرس هندسة المعاهد السريانية
لا يزال بعض كنائس السريان باقيا حتى الآن على رغم كوارث الدهر، فأخذ المستشرقون وعلماء الآثار يدرسون هندستها ويبينون خواصها. منهم الكاتبة الإنكليزية الشهيرة المس بل
Miss Bell
التي صنفت كتابا ضخما في وصف كنائس ما بين النهرين السريانية، التي سبق عهد البعض منها فجر الإسلام، فترتقي إلى القرن الرابع والخامس والسادس للمسيح، وقد نشرت هذه الكاتبة صورا كثيرة من تلك الكنائس في كتابها المشار إليه. (4) مشاهير المهندسين السريان
أثبت التاريخ أسماء كثيرين من السريان الذين تجندوا لهندسة المعاهد العلمية والدينية، وخلفوا آثارا شهدت لهم بالبراعة في هذا الفن، وممن اتصلت بنا معرفتهم: (1)
Shafi da ba'a sani ba