Zamanin Farfadowa: Gabatarwa Ta Kankanin Lokaci
عصر النهضة: مقدمة قصيرة جدا
Nau'ikan
وفي ديسمبر من عام 1488، عاد بارثولوميو دياز إلى لشبونة ليعلن أنه قد أبحر حول الطرف الجنوبي الأقصى من أفريقيا. وسجل عالم جغرافي برتغالي معاصر أن دياز كان يدرك أن «الساحل في هذه النقطة كان يتجه إلى الشمال والشمال الشرقي تجاه إثيوبيا تحت مصر ونحو الخليج العربي، مقدما بذلك أملا عظيما لاكتشاف الهند». ونتيجة ذلك، فإن دياز أطلق على ذلك الجزء: «رأس الرجاء الصالح». وبهذا الخبر أصبحت الخرائط المطبوعة التي كانت لا تزال تعيد إنتاج رؤية بطليموس عن العالم قديمة ومهجورة بصورة متزايدة. فمنذ تلك اللحظة وصاعدا، كان الرحالة الأوروبيون يبحرون بالفعل إلى «الأقاليم المجهولة»؛ إلى عالم جديد بالكامل حيث لا يمكنهم الاعتماد على السلطة التقليدية.
الشرق هو الشرق
من بين المراقبين الذين كانوا منبهرين بشدة بهذه الاكتشافات، ملاح من مدينة جنوا يطلق عليه كريستوفر كولومبس، كان حاضرا في البلاط البرتغالي عندما عاد دياز بخبر الإبحار حول الرأس الأفريقي. وقادت متابعة كولومبس للإنجازات العملية للملاحين البرتغاليين، وانشغاله بالجغرافيا الكلاسيكية؛ إلى قيامه باتخاذ قرار مصيري. كان كولومبس يتقبل مغالاة بطليموس وماركو بولو في تقدير حجم آسيا. لكنه كان يدرك أيضا أنه لو كان تقدير بطليموس بخصوص محيط العالم صحيحا، فإن الرحلة المتجهة إلى آسيا المبحرة غربا من أوروبا ستكون أقصر من المسار الجنوبي الشرقي الذي كان يسلكه البرتغاليون. لقد حسب كولومبس أن المسافة المتجهة غربا بين اليابان وجزر الأزور تساوي ثلاثة آلاف ميل، لكنها كانت في الواقع أكثر من عشرة آلاف ميل؛ فقد كانت حسابات بطليموس بخصوص حجم آسيا وحجم الكرة الأرضية خاطئة، ولو كان كولومبس يعرف هذا لما كان انطلق في رحلته عام 1492.
اقترح كولومبس الفكرة في البداية على البلاط البرتغالي في عام 1485، لكن خطته رفضت بسبب نجاح لشبونة في اتخاذ المسار البحري إلى الشرق عبر جنوب أفريقيا. وبالتالي نقل كولومبس اقتراحه إلى التاج القشتالي. كانت قشتالة تعاني مأزقا ماليا بسبب صراعها المتواصل مع المسلمين الأيبيريين، لكن احتمالية احتكار السوق في التوابل والذهب من الشرق فرصة لا يمكن أن تفوتها، ومن ثم فقد عرضت على كولومبس الدعم المالي. وفي الثاني من أغسطس 1492، انطلق كولومبس أخيرا في رحلته من بالوس في جنوب إسبانيا على رأس فريق من البحارة قوامه 90 رجلا في ثلاث سفن.
بعد حوالي شهرين من الإبحار في اتجاه الغرب عبر المحيط الأطلنطي، وفي يوم الخميس الموافق 10 أكتوبر، شاهد كولومبس جزر الباهاما، حيث هبط إلى اليابسة وقابل السكان المحليين الذين «كانوا جميعا أقوياء البنية بأجساد ضخمة جدا ووجوه وسيمة»، كما تم تصويرهم باعتبارهم «خدم طيبين ويتمتعون بالذكاء الحاد». وكان كولومبس لا يطيق صبرا «للمغادرة إلى جزيرة أخرى ضخمة، والتي أعتقد أنها لا بد أن تكون سيبانجو [اليابان]، وفقا للعلامات التي يقدمها هؤلاء الهنود الذين معي؛ فهم يدعونها كولبا». كان كولومبس مقتنعا بأنه على مشارف الوصول لليابان. لكن «كولبا» اتضح أنها كانت كوبا. التف كولومبس حول ساحل كوبا وهايتي قبل تحطم السفينة الرئيسية، والعودة إلى الوطن بقليل من الذهب، والعديد من «الهنود» المختطفين.
أثارت عودة كولومبس إلى أوروبا عاصفة دبلوماسية. لم يكن السبب هو أنه اكتشف «عالما جديدا »، فقد كان لا يزال يتمسك باعتقاد أنه وصل إلى الشرق من خلال الإبحار غربا. فقد اعترضت البرتغال على أن البعثة المدعومة من جانب قشتالة نقضت بنود اتفاقية سابقة كانت تضمن احتكار البرتغال لجميع الاكتشافات «فيما وراء غينيا». لكن غموض هذه العبارة، وتوسط بابا إسباني متعاطف، منحا قشتالة الحق في الاكتشافات الجديدة بحسب بنود معاهدة تورديسيلاس (1494). كما نصت المعاهدة على رسم خريطة بها خط تقسيم يحدد مناطق مصالح الإمبراطوريتين. اتفقت الوفود على «تحديد ورسم حد أو خط مستقيم» عبر المحيط الأطلنطي «على بعد مسافة ثلاثمائة وسبعين فرسخا غرب جزر كاب فيردي». وكان كل ما يقع غرب هذا الخط يخص قشتالة، وكل ما يقع شرقه (وجنوبه) يخص البرتغال. فحصلت قشتالة على ما كانت تعتقد أنه طريق جديد إلى الشرق، بينما حمى البرتغاليون ممتلكاتهم الأفريقية والطريق إلى الشرق من خلال رأس الرجاء الصالح.
جوهرة التاج
كان «اكتشاف» كولومبس المبدئي لأمريكا ينظر إليه باعتباره عملا فاشلا. فقد بدا أنه قد اكتشف عقبة إقليمية جديدة تعترض الطريق أمام مسار أقصر مربح تجاريا إلى الشرق. أما البرتغاليون، فبعد أن تأخروا في محاولتهم للاستفادة من اكتشاف دياز لرأس الرجاء الصالح من خلال رحلة كولومبس والنزاع الدبلوماسي التالي، أرسلوا بعثة أخرى حول الرأس وأعلنوا صراحة أن هدفها هو الوصول إلى الهند. وفي يوليو 1497، غادر فاسكو دا جاما لشبونة ومعه 170 رجلا في أسطول مكون من أربع سفن ضخمة، تحمل كل منها 20 مدفعا ومختلف البضائع التجارية. وبينما كان دا جاما يبحر حول الرأس، وجد نفسه في مياه لا تذكرها أية خريطة على الإطلاق. والأسوأ من ذلك، أن الوسائل الملاحية البرتغالية المستندة على الحسابات الفلكية، كانت غير ذات فائدة تحت سماء المحيط الهندي غير المألوفة.
وعندما رسا دا جاما في ماليندي، استأجر ملاحا فلكيا عربيا معروفا بكونه أحد أمهر الربابنة في زمانه:
وبعد مناقشة الربان العربي، شعر فاسكو دا جاما بالرضا الكبير لما لمسه فيه من معرفة، لا سيما عندما عرض له الربان خريطة لساحل الهند بأكمله مرسومة بأسلوب المغاربة الذي يتسم بخطوط الطول والمتوازيات ... وعندما عرض عليه دا جاما أسطرلابا كبيرا من الخشب كان لديه، وأسطرلابات أخرى معدنية كان يقيس بها ارتفاع الشمس، لم تبد الدهشة على الربان الذي قال إن بعض الملاحين في البحر الأحمر كانوا يستخدمون أدوات نحاسية مثلثة الشكل، وربعيات يقيسون بها ارتفاع الشمس، وارتفاع النجم القطبي الذي كانوا يستخدمونه بدرجة شائعة في الملاحة.
Shafi da ba'a sani ba