رشأ لولا ملاحته
خلت الدنيا من الفتن
فأمر له بثلاثمائة ألف دينار، فقال إبراهيم: يا أمير المؤمنين، قد أجزتني إلى هذه الغاية بعشرين ألف ألف درهم، فقال الأمين: هل هي الإ خراج بعض الكور؟! هكذا ذكر إسحاق.
أما محمد بن الحارث فقد روى لنا هذه الحكاية عن إبراهيم فقال: لما أردت الانصراف قال: أوقروا زورق عمي دنانير، فانصرفت بمال جزيل.
ثم تعال، أرشدك الله، لننظر معا فيما يرويه أحد المعاصرين، وهو سعيد بن حميد، فإنه يقول: لما ملك محمد وجه إلى جميع البلدان في طلب الملهين وضمهم إليه، وأجرى عليهم الأرزاق، ونافس في ابتياع فره الدواب، وأحد الوحوش والسباع والطير وغير ذلك، واحتجب عن إخوته وأهل بيته وقواده واستخف بهم، وقسم ما في بيوت الأموال وما بحضرته من الجوهر في خصيانه وجلسائه ومحدثيه، وحمل إليه ما كان في الرقة من الجوهر والخزائن والسلاح، وأمر ببناء مجالس لمتنزهاته ومواضع خلوته ولهوه ولعبه بقصر الخلد والخيزرانية وبستان موسى وقصر عبدويه وقصر المعلى، ورقة كلواذى، وباب الأنبار، وتبارى والهوب، وأمر بعمل خمس حراقات في دجلة على خلقة الأسد والفيل والعقاب والحية والفرس، وأنفق في عملها مالا عظيما.
فقال أبو نواس يمدحه:
سخر الله للأمين مطايا
لم تسخر لصاحب المحراب
فإذا ما ركابه سرن برا
سار في الماء راكبا ليث غاب
Shafi da ba'a sani ba