المجلد الأول
كلمة العماد الأصفهاني
إني رأيت أنه لا يكتب إنسان كتابا في يومه إلا قال في غده: لو غير هذا لكان أحسن، ولو زيد كذا لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل. وهذا من أعظم العبر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر.
العماد الأصفهاني
إلى حضرة صاحب الدولة عبد الخالق ثروت باشا
مولاي
لله علي نعمة التوفيق إلى الاتصال بك، والانقطاع لخدمتك، والاستظلال بظلك، فأنا أحد هؤلاء الكثيرين الذين تعهدهم فضلك، وثقفهم نصحك، وهذبهم أدبك، أولئك الذين أنت لهم أب بر، ومثقف حكيم، وأستاذ رشيد.
وكنت قد أخذت نفسي بأن أقف على خدمتك ما أملك من وقت وجهد، ولكن الإنسان طلعة بطبعه، فإذا اتصل بك فلا حد لرغبته في البحث، وحرصه على الجد، وطموحه إلى الكمال، وكذلك أراد الله أن أقتطع من هذا الوقت الذي وهبته لك خالصا ما أمكنني من وضع هذا الكتاب.
فهل تأذن لي يا مولاي أن أرفع إليك «عصر المأمون» على أنه أثر يهدى إلى منشئه، وحق يرد إلى أهله، واعتراف بالجميل من رجل مهما يفعل ومهما يقل فلن يوفيك بعض ما يدين به ضميره لك من حب وإجلال.
مد الله في حياة مولاي، وجعل مستقبلها كماضيها حافلا بالجد والتوفيق في خدمة أمته وعصره ومليكه.
Shafi da ba'a sani ba