فقال عزت بحرارة: لقد نلت الجزاء وأكثر. - لو صح ذلك ما فكرت فينا قط.
وأخذ حمدون يقوم معتمدا على عصاه الغليظة ذات الكعب المطاط، فقال عزت برجاء: تخل عن عنادك.
استقام ظهره على مهل ... تحرك للذهاب.
تساءل عزت: كيف تواجه الحياة؟
فقال وهو لا يتوقف: كما يواجهها ابنك.
وخفق قلبه، فسأله بلهفة: أنت تعرف عنه أشياء. ماذا تعرف عن ابني؟
فقال وهو يعبر العتبة: لا تسأل عما لا يعنيك!
27
يقول الراوي:
إن عزت صار شخصا آخر. منذ ذهاب حمدون تواجد عزت الأول وعزت الآخر متجاورين في مكان واحد؛ صورتان متطابقتان تماما غير أن الأول رمق الآخر بدهشة وحيرة، توجس منه خيفة واعتقد أن الآخر يتوجس منه خيفة أيضا، وتساءل كيف يمضي التيار بهما وهما في قارب واحد. لقد اعتاد أن ينفرد برأيه ربع قرن من الزمان، وذاك الآخر يتصرف تصرف الشركاء ويعتد بنفسه لحد التحدي. وسمعه يقول: لن أستمر.
Shafi da ba'a sani ba