تمتمت بيأس واضح: إنه الخراب. - بدرية ... ارميني بما عندك مرة واحدة.
فقالت وهي تتنهد كمن يزفر آخر نفس: جن حمدون، طلقني، ضربني، ذهب ليعترف بجريمة قتل يوسف راضي.
هتف متظاهرا بالانزعاج والعالم من حوله يتناثر ويتطاير: أي جنون! - هي الحقيقة!
رأى في وجهها دمامة لم يدر من أين أتت، رأى امرأة أخرى. قال: أريد أن أفهم قبل أن أجن بدوري!
نحت عينيها عنه، وقالت كأنما تعترف للمجهول: انقلب حالي منذ علمت بمصرع يوسف، اتجه ظني نحو حمدون، أدركت أن الرجل راح ضحية جريمة لم يرتكبها، اجتاحني رعب وشعور مفزع بأنني القاتلة الحقيقية. - ذلك يعني أنني شريك، ولكنها محض أوهام. - ليست أوهاما على الإطلاق، يخيل إلي أنك شاركتني العذاب أيضا، وعقب عودتنا إلى البيت لاحظ حمدون تغيري المطلق، انهارت قوة احتمالي فصارحته بخوفي من أن يكون يوسف راضي قد راح ضحية جريمة لم يرتكبها.
قال عزت بأسف: اندفعت دون ترو. - انفلت مني الاعتراف وأنا في حال بائسة من الانهيار. - كيف كان وقع ذلك في نفسه؟ - اكفهر وجهه، استوضحني ما أعنيه، اعترفت له بأن يوسف لم يفش سر الاجتماعات إليك، وأنني أنا التي فعلت!
فقطب عزت واختفى وجهه تحت قناع غليظ من الكآبة، وتبدت هي مشدودة إلى ذكرى مفزعة وطاغية، ثم قالت: لا يمكن أن تتصور ما حدث، لقد وثب من مجلسه كالملدوغ. صرخ، تجلى الافتراس في ملامحه، لطمني لطمة كادت تفقدني الوعي. اتهمني بالجريمة. ومن شدة ألمي رددت إليه التهمة، صحت به: بل أنت القاتل!
تأوه عزت متسائلا: أهذا جزاء من يدفعه حسن النية إلى إنقاذ من يحب؟!
وراح يضرب الجدار بقبضته ويهدد بالويل. رماني بالطلاق، استمر يعوي مثل وحش جريح ... ثم ركز عينيه علي مليا وقال بمقت شديد: «أنت الجحيم، أما أنا فقد انتهيت.»
وارتدى ملابسه في عجلة ولهوجة وغادر الشقة وهو يقول: سأطلقك أولا، ثم أسلم نفسي.
Shafi da ba'a sani ba