ورمتها بنظرة قاسية أخجلت عينيها وقالت: وأخفيت عني ذلك كله.
فقالت بحرارة: لم أشأ أن أغضبك بكلام يجيء من ناحية أم بدرية.
فمالت نحوها متجهمة وقالت: ولكنك لن تخفي عني كبيرة أو صغيرة تخص هذا الموضوع؟
فقالت وهي تتنفس بارتياح لأول مرة: أعاهدك على ذلك والله شهيد.
ولما غادرتها أم سيدة أفرغت قلقها في بركة، فراحت تهدهدها وتهمس لها: إني أتعذب يا بركة فادعي لي بالسلام.
7
مضى الحب ينمو ويتضخم مثل شجرة بلح، وكان يسلي همه بالمسرح، ولكنه يغرق وقت فراغه في القصص البوليسية، وكلما طالعه حمدون بوجهه القوي المشرق توجس خيفة غامضة، وغبطه على تقدمه وعبادته لهدفه. وردد عزت حكاية حبه كثيرا، فكان حمدون يشاركه همه بحرارة الصديق المحب. قال له مرة: يخيل إلي أن والدتك تسيء الظن بالحب.
فقال عزت: إنها تسيء الظن بأم البنت، وهذا ظلم. - الحب أيضا متهم في حارتنا. - قصص الجريمة أجمل من الواقع! - أجل، أجمل من واقع بلادنا.
وراح يتحدث عن الاستعباد. وكان يهتم بذلك، ويتزايد اهتمامه بتقدمه في العمر. ولم يخل حديثه من عبارات دموية. ولم تحرك هذه الشئون قلب عزت بجدية مثل صاحبه، ولكنه قال: بوسعنا أن نقاوم الاستعباد، ولكن كيف نتصرف مع أم مثل أمي؟
فقال حمدون: ومع ذلك فلا ينكر أحد جمال ابنة خالتك!
Shafi da ba'a sani ba