Zamanin Larabawa na Zinariya
عصر العرب الذهبي
Nau'ikan
نضيف إلى تلك العصور عصر الأمير فخر الدين المعني الثاني (1598-1635)، وعصر الأمير بشير الكبير (1788-1840) في لبنان، وعصر محمد علي الكبير (1805-1848) جد الأسرة المالكة في مصر، إلخ . وقد تفردت جميع العصور المذكورة بمزايا خاصة جعلت أن يطلق على كل منها اسم «العصر الذهبي»؛ تخليدا لها وإقرارا بفضل ذويها. (2) فجر العصر العربي الذهبي
مرادنا بعصر العرب الذهبي حقبة ميمونة تبلج فجرها الزاهر منذ عهد هارون الرشيد وابنه المأمون (170-218ه/786-833م)، وانبثقت أشعتها من سماء بغداد حتى انبسطت في الأقطار العربية جمعاء: من وادي دجلة والفرات في القارة الآسيوية إلى وادي النيل والمغرب الأقصى في القارة الإفريقية إلى ديار الأندلس وصقلية في القارة الأوروبية، فأصبحت الخلافة العباسية في تلك الحقبة تحاكي دولة الرومان أيام اكتمال عزها واجتماع شملها.
1
ومن مظاهر عظمة العباسيين وعزهم الباذخ أنهم كانوا في حفلاتهم الرسمية يستوون على عرش يعلو الأرض نحو سبعة أذرع، وكانوا يتعممون بعمامة سوداء، ويتوشحون برداء أسود ويقبضون بيمينهم على صولجان ذهبي.
2
وما إن استتب السؤدد للعرب في ما دوخوه من الأمصار، حتى جعلوا لغتهم العربية لغة الدواوين الرسمية وفرضوا على رعاياهم في مختلف الأنحاء أن يتخاطبوا بها بدلا من اللغات الشائعة حين ذاك كالفارسية في بلاد فارس، والسريانية في العراق وسوريا وما بين النهرين، والقبطية في مصر، واليونانية في بعض دواوين الدولة وفي المعاهد العلمية والبيوتات الخاصة.
هكذا انتقل العرب من البداوة إلى الحضارة بملابستهم الأعاجم، وأدركوا في الثقافة شأوا بعيدا خطوا فيه الخطى الطوال، وراحوا يسترشدون الأمم التي تغلبوا عليها، ولا سيما الفرس والروم والسريان؛ ليتلقنوا علومهم ويتقنوا آدابهم، فدرسوا الغناء والبناء والنقش وحب التأنق والسياسة على أمة الفرس، ودرسوا العلوم الرياضية والمنطقية والمعارف الطبيعية والإلهية والسياسات المنزلية على الروم أو اليونان،
3
ثم درسوا الفلاحة والفلك والطبابة على السريان
4
Shafi da ba'a sani ba