وفي هذا التاريخ حفر 33 لميت قبر فوجد الحفار جرة مملوءة دراهم يونانية 34 وفيها شيء مما هو من ضريبة الاسلام في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. فاحضرها الحفارون الى دار المحتسب عبد الرحمن ابن يوسف بن الجوزي فمضى بها الى دار الوزير، فحملها الى الديوان وانهى صورة الحال فأمر الوزير بالمضي الى موضع الحفر فتو [جهوا] 35 وفي صحبة عدلان وحفر المكان المذكور وما يجاوره فوجدت جرة اخرى على الصفة الاولى فاعتبرت 36 فوجد فيها عشرة الاف درهم.

وفي هذه السنة أمر الخليفة بانشاء خزانتين للكتب متقابلتين فجاءت كل واحدة منهما في نهاية الحسن وجعل فيها من نفائس الكتب من سائر العلوم وكتب على وجه الاولى 37 منهما:

أنشأ عمارتها خليفة عصره لا زالت الاملاك من أنصاره

مستعصم بالله من أوصافه جمع العلوم بليله ونهاره

فاصولها من بيته وفروعها تقرأ عليه وكتبه في داره

وكتب على وجه الاخرى:

162 ب/خليفة الله قد اكملت بنيتها فليس في وقتها شيء يدانيها

أودعتها من عقول الناس ما سمحت به النفوس وابدت من معانيها

حتى كأن شيوخ العلم قاطبة جاءوا اليك وقد انكتهم 38 فيها

وفي شهر جمادى الاخرة أمر الخليفة المستعصم بالله أن يحمل الى اعمامه أولاد الظاهر بأمر الله والى اخيه عبد العزيز عشرون الف دينار، وأمر في اول ليلة من رجب باتباع العادة في الحضور بترب الرصافة، فحضر ارباب الدولة والقضاة والمدرسون ومشايخ الربط والفقهاء والقراء والوعاظ والشعراء فقرئت الختمة وقرىء القرآن، وتكلم الوعاظ وأنشد الشعراء ثم فرقت الرسوم المتقبلة على اربابها كعادتها وكذلك جرت الحال في ليلة النصف من شعبان. ثم توجه الخليفة الى زيارة سلمان الفارسي رضي الله عنه.

Shafi 516