246

Casjad Masbuk

العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك

Nau'ikan

وفي رابع عشر رمضان توفي السلطان الملك المعظم مظفر الدين كوكبري 61 بن زين الدين على كوجك بن بكتكين 62 التركماني صاحب اربل، وكان عادلا شجاعا جوادا حسن السيرة جيد السياسة عطوفا على الرعية، وكان كثير الصدقة، وفعل الخير، بنى اربع خوانق ملأها بالزمنى والعمي وكان يزورهم في كل خميس وكل اثنين، ويمزح معهم ويؤنسهم من نفسه ويعطيهم ما يستعينون به. ثم بنى بيتا للارامل وبيتا للأيتام، وبيتا للملاقيط. وكان يدخل المارستان ويقف على كل مريض يسأله عن حاله. وله دار مضيف ومدرسة وكان يميل الى مذهب أبي حنيفة والشافعي، وكان يعمل بالمدرسة سماطا 63، ويحضر السماع ولا يمكن احدا ان يدخل بلده خمرا ولا يشرب الخمر ويزدري شاربه، وكانت له صفات حسنة لا تكاد تجمع في غيره وروى عن جبيل الدلاله قال 64: وقفت مرة على سماط مظفر الدين كوكبري فيه مائة فرس 65 مشلمش وخمسة الاف شاة، وعشرة الاف دجاجة ومائة 66 الف رندية 67 وثلاثين 68 الف صحن حلوى، وغير ذلك من انواع الاطعمة توفي في التاريخ المذكور عن احدى وثمانين سنة ودفن بالكوفة، ثم حمل 69 تابوته الى مكة. ولما وصل خبر وفاته الى بغداد وجه الخليفة المستنصر بالله جيشا كثيفا الى اربل فتوجهوا مصعدين يوم الخامس والعشرين من شهر رمضان، وفي اليوم الثالث من شوال بعث الخليفة 148 / أ/اقبال المستنصري. وكان مقدم العسكر الامير جمال الدين قشتمر 70 الناصري وصدورهم 71 ابو الفضائل اقبال المستنصري فلما وصلت العساكر اربل امتنع اهلها من التسليم وكان بالقلعة خادمان خالص وبرتقش 72 سولت لهما انفسهما ( X) امرا وقد لانا 73 كتبا الى الديوان بعد موته ينهيان ثقله في المرض وكتبا 74 الى الصالح بن الكامل بموته وحثاه على الوصول، فلما وصلت عساكر بغداد علما ان الخليفة قد تحقق غشهما فلذلك اغلقا الابواب فقاتلهم العسكر قتالا شديدا حتى فتحوها يوم السابع عشر من شهر شوال، وكتبوا على جناح 75 طائر بالفتح فوصل الطائر ليومه فحصل وتضاعف الحبور وضربت طبول البشارة، وافرج عن المعتقلين وجلس الوزير للهنا وانشده ابو المعالي القاسم بن هبة الله المدائني قصيدة يقول فيها:

ما يثبت الملك بين الخوف والخطر حتى يقام ويسقي من دم البشر

لكل شيء طريق يستفاد به وليس للعز غير الصارم الذكر

ما فتح اربل عن بخت لذي دعة الا اتفاقا لبعض النصر والظفر

لكنه كان كسب 76 القادرين وافعال المطيعين عن قصد وعن فكر

فليسمح الاشعري اليوم لي فأنا في فتح اربل لا الوي على القدر 77

Shafi 454