Zuma Mai Tacewa
العسل المصفى من تهذيب زين الفتى في شرح سورة هل أتى - الجزء1
Nau'ikan
أن «هل» استفهام بغير جحد، والمعنيان جميعا الإثبات، ثم قال: على الإنسان ليوافق قوله تعالى: أيحسب الإنسان وإن كان الإنسان في قوله: أيحسب الإنسان أبا جهل، وهو في قوله تعالى: هل أتى على الإنسان أبونا آدم (صلوات الله عليه)، وقوله ألم يك نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى [37- 38/ القيامة: 75] موافق في المعنى لقوله: حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا في معنى المدة المتراخية إلى أن سمي باسم يميز به عن غيره، أي إن الذي خلق آدم (عليه السلام) بلا أب ولا أم ولا خال ولا عم ولا ولادة ولا رحم [و] لا من نطفة/ 119/ ولا من علقة، بل صوره جسدا من طين وتركه ملقى بين مكة والطائف إلى حين، فلم يعرف ما هو ولا ما اسمه ولا ما يراد به ولا رسمه سوى أنه يشاهد جسمه ثم إنه نفخ فيه الروح فأحياه وعرفه مذاهبه ومطالبه وهداه، قادر على أن يعيد الميت حيا وإن لم تكن [عن] ولادة ولا رحم ولا مضغة ولا دم ولا فحل ولا أم، فتنبهوا لهذه الدلالة واعتبروا بهذه المقالة.
ثم إن الحكمة أوجبت أن يمكث آدم (عليه السلام) مخلوقا بين مكة والطائف أياما ذكرها الله سبحانه فلا يدرى ما اسمه ولا ما يراد به إلا الله، ليوافق كون الحين في بطن أمه أياما لا يدري ما اسمه ونوعه فيذكر بأسماء الرجال أم بأسماء النساء ولا [يعلم] ما يراد به إلا الله عز وجل.
وليوافق أيضا أشد الأنبياء (عليهم السلام) لأنه لم يوح إلى أكثر الأنبياء (عليهم السلام) إلا بعد بلوغهم الأشد- إلا ما كان من عيسى ويحيى (عليهما السلام)- فجعل الله سبحانه تلك الأيام رصدا لهذا الأمر، وأساسا لها في عابر العمرة؟
ولأنه لما علم الله سبحانه من أمر المرتضى (رضوان الله عليه) أنه لا يقوم بالأمر إلا بعد انقضاء مدة مديدة وحصول عدة شدية، ولم يكن في أول حاله بالذي يذكر بالخلافة (1) وإن كان لها مستصلحا فأوجبت الحكمة تأخيره ليوافق حال آدم (عليه السلام)، ولم يكن/ 120/ آدم (صلوات الله عليه) يدري به، ولم يكن شيئا
Shafi 103