Zuma Mai Tacewa
العسل المصفى من تهذيب زين الفتى في شرح سورة هل أتى - الجزء1
Nau'ikan
وروي أنه قال: حديدة الحربة.
وعن عكرمة أنه قال: ذلك اسمها.
وعن محمد بن علي بن الحسين [(عليهم السلام)] قال: لينة فيما بين الحنجرة والحلقوم.
فإن قيل: كيف قال: حسبتهم لؤلؤا منثورا والجنة دار الحقيقة لا دار الحسبان لأن الحسبان من أشكال الشك؟
قلنا: هذا على [وفق] ما يتخاطب به العرب إذا وصف أحدهم شيئا غائبا فخاطبهم [الله] بما يتعارفون، وليس يقع بالتخاطب شك عند رؤيتهم في أنهم ولدان مخلدون، وإنما شبههم باللؤلؤ المنثور في ألوانهم وكثرتهم/ 107/ إذا نثر اللؤلؤ، لا في أعيانهم وأجناسهم، ولا يقع النثر إلا بما يكثر عدده.
وروي عن قتادة أنه قال: يعنى من حسنهم وكثرتهم.
وعن سفيان أنه قال: كثرة وبياضا.
فإن قيل: ما معنى «الملك الكبير»؟
قلنا: هو الخلود والبقاء والأمان عن الزوال والفناء والاضمحلال.
وروي عن ابن مسعود ومجاهد وسفيان: هو استئذان الملائكة عليهم.
فإن قيل: ما وجه قوله تعالى: عاليهم ثياب سندس ؟
قلنا: قرأ أهل مكة إلا ابن محيصن، وأهل الشام وحفص وأبو بكر عن عاصم وأبو عمرو وبكار بن صقر عن الأعمش والكسائي ويعقوب بن خلف:
عاليهم بألف بين العين واللام وبفتح الياء، وكذلك روي عن عمر وعلي وابن عباس والحسن وأبي عبد الرحمن السلمي وأبي الجوزاء والأعرج.
على أن قوله عاليهم محل مبني على الفتح، وهو ظرف المكان، كما يقال:
«فوقهم».
وقرأ أبو جعفر ونافع والمفضل عن عاصم والأعمش في أكثر الرواية عنه وحمزة: عاليهم بإسكان الياء، وكذلك روي عن ابن محيصن وابن إدريس وأيوب بن المتوكل.
وروي عن قتادة ضم الهاء مع إسكان الياء.
والباقون كلهم كسروا الهاء مع إسكان الياء على أن «عاليا» اسم مبتدأ وخبره
Shafi 93