68

Zuma Mai Tacewa

العسل المصفى من تهذيب زين الفتى في شرح سورة هل أتى‏ - الجزء1

Nau'ikan

فيها ويقال أيضا: استطال باللام وهو بالراء أكثر وأدل على الاتساع مع الامتداد، قال الأعشى:

بانت وقد أورثت في الفؤا

د صدعا على قلبها مستطيرا

كصدع الزجاجة لا يستطي

ع كف الصناع لها أن يجيرا

فإن قيل: كيف قال: يوما عبوسا قمطريرا وهذا من اوصاف الأحياء الناطقين؟

قلنا: أراد به تعظيم شأنه وبيان شدته فوصف اليوم بما يوصف به الرجل المنكر للشيء المغضب أو الغائظ. وقد يكون بمعنى أنه يعبس فيه ومن أجله كما قال:

[في] عيشة راضية أي يرضى ويرضى ما فيها، وكقولهم/ 99/: «ليل نائم» أي ليل ينام فيه، ويقال: عبس الرجل عبسا وعبوسا إذا كلح فهو عابس وعبوس، وعبس تعبيسا فهو معبس وعباس.

وروي عن ابن عباس أنه قال: عبوسا شديدا وهو انقباض ما بين العينين يقبض منه الرجل ما بين عينيه ووجهه. وكذلك روي عن الجماعة؟ ويقال: «قد اقمطر يومنا»: أي اشتد يقمطر اقمطرارا فهو مقمطر وقمطرير وقماطر، قال الراجز:

قد بكرت شتوة بزئير

يكسو استها لحما وتقمطرا (1)

وقال الشاعر:

بني عمنا هل تذكرون بلاءنا

عليكم إذا ما كان يوم قماطر

فاتباع العبوس بالقمطرير الزيادة من تعظم أمره ووصف نكره.

فإن قيل: ما معنى قوله: نضرة وسرورا ؟ قلنا: «النضرة حسن الوجه وإشراقه».

وعن سفيان وأبي العالية: «النضرة في الوجه، والسرور في القلب».

وعن الضحاك: «النضرة البياض، والسرور دون الفرح».

وروى عن سعيد بن جبير والحسن: «النضرة في الوجه، والسرور في القلب»،

قد جعلت شبوة تزبئر

تكسو استها لحما وتقمطر

Shafi 87