وقال الأستاذ أبو بكر أحمد بن علي بن منصور النحوي (رحمه الله): «هل» يكون استفهاما وجحدا، فالجحد [ك] قوله في سورة الأنبياء: هل هذا إلا بشر مثلكم [3/ الأنبياء: 21] وكقوله في [الآية: 24 من] سورة المؤمن: ما هذا إلا بشر مثلكم ، ولذلك جاز أن يوضع موضع قوله: «ألم تر إلى الذي مر؟» أي هل رأيت كالذي مر، و«هل» حرف موقوف لا يليق في آخره ساكنان وهو حرف توقع يخص به الاستفهام.
وروى أبو عبيدة عن العرب وحكى قطرب عنهم أنهم يقولون: أل فعلت؟ أي/ 81/ هل فعلت؟
وقال بعض العلماء: «هل» على ستة أوجه: [بمعنى] قد واستفهام وسؤال وتنبيه وتوبيخ وجحد وأمر.
فما يكون بمعنى «قد» فإنه يكون بعده «على» مثل [قوله تعالى]: هل أتى على الإنسان .
وما كان بمعنى الاستفهام فيكون بعده «إلى» مثل قوله: هل إلى مرد من سبيل [44/ الشورى: 42].
وما يكون بمعنى السؤال فلا يكون بعده شيء، منها قوله: فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا [44/ الأعراف: 7].
وما كان بمعنى التنبيه فيكون بعده فعل مثل: هل أدلكم على من يكفله [40/ طه: 20]، أو ما يكون بمعناه كقوله: هل أدلكم على تجارة [10/ الصف: 61].
وما يكون بمعنى الجحد فيكون بعده «إلا» مثل قوله تعالى: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله [210/ البقرة: 2].
وما كان بمعنى الأمر مثل قوله تعالى: فهل أنتم منتهون [91/ المائدة: 5] و[مثل قوله تعالى [وقيل للناس] هل أنتم مجتمعون [39/ الشعراء: 26].
أي انتهوا واجتمعوا.
Shafi 72