وروى عن الفضل بن الحكم قال: أخبرنا عبد الله بن عبد الوهاب قال: حدثنا أحمد بن حماد المروزي قال: أخبرنا محمود بن حميد البصري- وسأل عن هذا الحديث روح بن عبادة- قال: حدثنا القاسم بن مهران قال: حدثنا ليث، عن مجاهد:
عن ابن عباس في قوله: يوفون بالنذر الآية قال: مرض الحسن والحسين رضي الله عنهما فعادهما رسول الله صلى الله عليه وعادهما عموم العرب فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذرا- وكل نذر لا يكون له وفاء فليس بشيء-.
فقال علي رضى الله عنه/ 69/: إن برأ ولداي مما بهما صمت لله شكرا. وكذلك قالت فاطمة، وقالت جارية لهم يقال لها «فضة»: إن برأ سيداي مما بهما صمت لله تعالى ثلاثة أيام شكرا.
فألبس الغلامان العافية وليس عند آل محمد قليل ولا كثير فانطلق علي إلى شمعون بن حار الحيري؟- وكان يهوديا- واستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير فجاء به فوضعه في ناحية البيت.
فقامت فاطمة إلى صاع فطحنته وأخبزته وصلى علي مع النبي صلى الله عليه ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب وقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد، مسكين من أولاد المسلمين أطعموني أطعمكم الله على موائد الجنة. فسمعه علي فأنشأ يقول:
فاطم ذات الفضل واليقين
يا ابنة خير الناس أجمعين
أما ترين البائس المسكين (1)
قد قام بالباب له حنين
يشكو إلى الله ويستكين
يشكو إلينا جائعا حزين
كل امرئ بكسبه رهين
من يفعل الخير يجد سبعين
ويدخل الجنة يوم الدين
Shafi 58