فابتسم جمال الدين باشا وربت على طرف أنفه.
ثم قال: «حسنا، أخبرني كيف تجري الأمور الأخرى؟»
فأجاب الكاهن: «بخير، ما زالت كلية روبرت كما هي، والمقال الذي كتبته عن الشعائر الدينية لليزيديين قد حقق نجاحا، وثمة مجلد جديد من ترجماتي على وشك أن يصدر قريبا.»
هز جمال الدين باشا رأسه وحدق للأسفل إلى طيات عباءته، وزم شفتيه كما لو كان يفكر في مسألة أخلاقية محيرة، ثم نظر لأعلى مرة أخرى إلى الكاهن مولر. «يبدو أنك لا تحمل لي أي معلومات جديدة سوى أنشطتك الأكاديمية.»
فقال: «نعم، إنه كذلك بالفعل.» «وماذا عن منصف باركوس بك؟»
ففك الكاهن تشابك يديه ووضعهما إلى جانبه. «حسنا، لقد وقع تطور مؤسف في الأحداث فيما يتعلق بمنصف بك.» «ماذا حدث؟» «لقد قرر منصف بك والآنسة كوهين مؤخرا الاستغناء عن خدماتي باعتباري معلما خاصا.» «ولم ذلك؟»
توقف الكاهن كي يستجمع أفكاره. «لظروف خارجة عن إرادتهما، هذا ما قالاه.» «ألا تعلم ما تلك الظروف؟ ألم تطالبهما بمزيد من المعلومات؟»
لقد أبلغاني بذلك القرار في خطاب ذكر فيه بلهجة لا تحتمل الشك أنهما لا يستطيعان مناقشة الظروف التي أدت إلى ذلك القرار. يبدو أنها أزمة مالية.
فضغط الصدر الأعظم على قصبة أنفه بين إبهاميه. «هل يمكنك التفكير في أي سبب آخر يدعو إلى طردك؟ هل يمكن أن يكون منصف بك قد شك في نواياك؟»
فقال الكاهن: «هذا ما تخيلته في بادئ الأمر.»
Shafi da ba'a sani ba