============================================================
عليها بواسطة القلب المستنير بنور الروح من وجه المنير للنفس من وجه آخر، فإذا انجذب القلب إلى قغر الروح تبعته النفس المطمئنة فتجانس القلب، فإذا جانست النفس القلب بانعكاس نور الروح الواصل إليها بواسطة القلب فحينئذ يصير في النفس روح أي نور روحاني كآنه هو الروح كالحرارة النارية في الخشب عند مجاورته للنار، فإته يصير كأنه هو النار: وهذه الحالة استمدها القلب من جهة تجرده من الروح وأداها من جهة المتعلق إلى النفس فتصير النفس كالقلب بل كالروح، فيجذب الروح النفس بواسطة المجانسة الحاصلة بينهما من آثر النور الروحاني الذي في النفس فتغلب عليها الروحانية، فتنجذب أيضا إلى عالم الأرواح وتلتذ باللذات العالية الحقيقية فتزدري الأطعمة الدنيوية لكونها شهوات خسيسة 92 حيوانية تشارك فيها سائر الحيوانات وهذه لذة شريفة تشارك فيها الأرواح المجردة من الملائكة المقربين: وحينثذ يتحقق عند صاحب هذه الحالة معنى قوله : لاأبيت عند ربي يطعمني ويسقيني"(1) أي تسكن نفسي في المقام الروحاني عند الحضرة الالهية تطعمني لذات تجلياتها وتسقيني شراب محبتها فيصير عوضا عن هذا الطعام والشراب المحسوسين لكونهما خسيسين بالنسبة إلى ذلك غاية الخسة، قال ذلك حين شئل عن وصاله للصيام مع منعه عنه لغير أهله
لئلا تضعف آلتهم فيتخلفون عن العبادة المقصودة أيضا ولا يقدر على ما وصفناه من الطي إلا عبد تصير أفعاله غير العبادة وأقواله غير التلاوة (1) رواه البخاري (7298) في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب الاقتداء بأفعال النبي ومسلم (1103) في كتاب الصيام باب النهي عن الوصال في الصوم.
Shafi 45