وإن فرعون لعال في الأرض وإنه لمن المسرفين (يونس: 83)، وكما عبر عن ذلك حافظ إبراهيم في مصر تتحدث عن نفسها:
كم بغت دولة علي وجارت
ثم زالت وتلك عقبى التعدي
ولذلك رفعت الثورة الإسلامية في إيران شعار «الله أكبر قاصم الجبارين»، لا يبقى الطغاة حتى ولو كثرت أموالهم وأولادهم
كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا (التوبة: 69)، تلك سنة التاريخ
أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة (القصص: 78)، فلا يبقى الطغاة
أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون (غافر: 82)، فلا عصي الأمن المركزي ولا القوانين المقيدة للحريات قادرة على استمرار الطغيان. لقد استكبرت عاد وثمود
فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون (فصلت: 15)؛ لذلك وصف بعض المؤرخين مصر بسبب النظام الفرعوني السائد فيها بأنها «أرض الطغيان والنفاق».
حدود الأيديولوجيات وقوة الفقراء
كانت الأيديولوجيات دائما العنصر المحرك للثورة، سواء في المجتمعات الغربية والشرقية على حد سواء مثل الثورة الفرنسية ضد الملكية والإقطاع، والثورة الإسلامية في إيران ضد القهر في الداخل والتبعية في الخارج، والثورة الاشتراكية 1917م ضد القيصر والإقطاع، والثورة الأمريكية ضد الاحتلال البريطاني من أجل الحرية والاستقلال، والمسيرة الطويلة في الصين للفلاحين ضد الإقطاع. وتتداخل فيها عناصر السياسة والاقتصاد، القهر والفقر، دفاعا عن الحرية والمساواة.
Shafi da ba'a sani ba