ومن أحسن ما قامت به روسيا لتوثيق الرباط الزوجي لمصلحة الأطفال؛ أنها جعلت كل ما يقتنيه أحد الزوجين بعد الزواج ملكا لهما دون أحدهما، وهذا الاشتراك في الملك يثبطهما عن الانفصال والطلاق، وواضح أنه لا يجوز في روسيا امتلاك العقارات التي تحتاج لاستغلالها إلى عمال.
والآن اعتبر الأمثلة التالية وتأثيرها السيكلوجي في الزوجين والأطفال: (1)
أرملة تربي أولادها الذين ينشئون معها، فلا يعرفون الضيافة وواجباتها؛ لأن الزائرين (دون الزائرات) قليلون أو معدومون؛ فالأولاد ينشئون انفراديين منعزلين، يخشون المجتمعات ولا يحسنون الكياسة الاجتماعية. (2)
زوج أتوقراطي يعتقد أنه لا يحق للزوجة أن يكون لها رأي، فينشأ الأولاد نشأة غير ديمقراطية، وهذا كثير في مصر معدوم في أوروبا؛ حيث الزوجان زميلان ليس أحدهما رئيسا على الآخر. (3)
الأم المحجبة التي تخشى الغرباء وتتجنب فتح الباب، فينشأ أبناؤها بالقدوة وهم يخافون الغرباء. (4)
الزوجة التي عملت وكسبت قبل الزواج، وأدى مراسها للعمل والكسب إلى زيادة وجدانها بالمجتمع وحرصها على مصلحة زوجها في عمله، وأثر هذا في تربية الأولاد. (5)
الزوجة التي لم تتعلم شيئا لا من أبويها ولا من زوجها، فلما مات الزوج انهارت، وأصبحت كالمعدومة، فصار الأولاد يتامى من الأب والأم معا.
نحتاج إلى كلمات موجزة عن موقف العائلة من المجتمع: (1)
ذلك أن الفرد، حين ينتقل من العزوبة إلى الزواج يحقق ارتقاء وانحطاطا اجتماعيين، فأما الارتقاء فلأن «واحديته» وأنانيته تنبسطان إلى «ثنائية» وغيرية، فهو يعنى بزوجته وأولاده، وقد كان قبلا يعنى بنفسه فقط، وتبعاته العائلية تحمله على ترقية نفسه وانتظامه في الحياة. (2)
ولكن العائلة تعارض المجتمع من حيث إن أعضاءها يتجمعون كتلة تكاد تكون منفصلة عن المجتمع لها أنانية خاصة، والزوج يجد أنه عقب الزواج قد نقصت اتصالاته الاجتماعية؛ أي إن الإحساس الاجتماعي يتعارض مع الإحساس العائلي، وكثيرا ما نجد لهذا السبب أزواجا لا يعرفون العواطف الاجتماعية السخية كالوطنية وحقوق الجمهور ونشر التعليم وتعميم الصحة؛ لأنهم محدودون بالعواطف العائلية الضنينة؛ أي: «أنا وعائلتي فقط». (3)
Shafi da ba'a sani ba