وليس من الضروري أن يكون الذكي كبير المخ، ولكن يلاحظ أن رءوس البله صغيرة، كما أن اتجاه التطور نحو زيادة المخ، وربما كان صغير المخ ذكيا؛ لأن أخاديد مخه تتسع للخلايا التي يتوقف عليها الذكاء، وهذه الأخاديد لا نراها إلا بعد الوفاة، أو لأن الأوعية الدموية عنده حسنة، وهي تغذي خلايا المخ.
ولو شئنا أن نصف الأمارات العامة التي نعرف بها الصبي الذكي على وجه عام بصرف النظر عن التفاصيل، لقلنا إنها: (1)
القدرة على تناول الأعداد جمعا وطرحا وقسمة وتخيلا، بحيث يستطيع الذكي أن يحسب المشكلة العددية المألوفة في معاملات الناس دون حاجة إلى الكتابة، ولكن للعادة تأثيرا هنا يخل بهذا المقياس؛ فإن التاجر يصل إلى نتيجة حسابية سريعة إذا كان الحساب خاصا بتجارته، قد لا نصل نحن إليها إلا بعد مشقة؛ لأننا لم نألف هذه الحسابات. (2)
القدرة على تناول الكلمات بالتعبير المنطقي. (3)
القدرة على التخيل بالعين؛ لأن تفكير الإنسان هو تفكير العين، والرؤية الموضوعية والرؤية الذاتية كلتاهما تخدم التفكير الحسن. (4)
الذاكرة؛ أي: القدرة على الاستذكار. (5)
السرعة في الإحساس ، وهي تؤدي إلى الإدراك الذهني. (6)
القدرة على ربط العلاقات العامة، وربما كانت هذه الصفة الأخيرة أعظم ما يميز الذكي من غيره، وهي في النهاية قدرة على المقارنة والنقد.
الذكاء والعبقرية
لا نستطيع أن نعرف - على وجه الخصوص - الأسس المادية التي ينبني عليها الذكاء، وقصارانا أن نحدس أنها تقوم على: (1)
Shafi da ba'a sani ba