130

Hankalina da Hankalinka

عقلي وعقلك

Nau'ikan

نذكر في أولها اعتياد العادة السرية مدة طويلة؛ لأن هذه العادة تجعل معتادها يألف الأخيلة والخواطر الجنسية، حتى ينتهي إلى النفور من الواقع، ولكن ليست هذه الحال خطرة؛ لأنه سرعان ما ينسى هذه العادة عقب الزواج. (2)

وكذلك اشتهاء الصبيان قد يحمل صاحبه على العجز عن التعارف الجنسي مع زوجته، وهذه العادة أثبت من العادة السرية، وأحيانا لا يشفى صاحبها إذا كان السبب عضويا وليس نفسيا، ولكن هذا الذي يتعسر شفاؤه لا يبلغ واحدا في المائة من هؤلاء الزائغين النفسيين. (3)

قد تحدث العنة لأن الحب يتغلب على الشهوة، وهذا الكلام غريب على القارئ، ولكن قليلا من التأمل يوضحه، فإن العروس قد تكون فائقة في الجمال، وعندئذ يحس العريس كأنه يعبدها، وهو عندئذ يرفعها فوق هذا الرجس؛ أي: الاتصال الجنسي؛ فإننا نشأنا على أن التعارف الجنسي نجاسة، وأن الطهارة تقتضي تجنبه؛ ولذلك عندما يشتد الحب يضعف الاشتهاء، وقد تحدث العنة لذلك، والعلاج سهل جدا، وقليل من الإرشاد من أحد السيكلوجيين يزيل هذه العنة، ويحسن أن يكون هذا قبل الزواج. (4)

ويحدث كثيرا أن تردد العريس قبيل الزواج وحيرته في اختيار الزوجة، هذه أو ذاك، يحدثان عنة تدوم ما دامت هذه الحيرة، وهي تزول بزوالها؛ أي: عندما يستقر على رأي. (5)

يحدث للمتزوج عقب الزواج بسنة أو بعشر سنوات أو أقل أو أكثر، أن يصاب أيضا بالعنة، وهذه الحال تعود إلى كراهة قد استقرت في الكامنة، كأن النفس تحتج على هذا الزواج المكروه، أو تعتل بالعنة لتجنب الزوجة وإهانتها، وكثيرا ما تكون الزوجة، بتصرفها السيئ، مسئولة عن هذه الحال.

هذه هي أهم الأسباب لهذه الحال التي يعدها العريس أو الزوج خطيرة، وهي في أغلب الأحيان في غاية البساطة والسهولة.

لا تزال هناك بعض ملحوظات بشأن هذا الموضوع نلقيها للقارئ بلا ترتيب، منها: الرجل أقدر من المرأة على الحرمان الجنسي؛ لأن اهتماماته الكثيرة تشغله، ولكن التزام المرأة لبيتها يحملها على اجترار الخواطر الجنسية في أحلام اليقظة، وفراغها كثير، ولذلك أحلامها هذه كثيرة، ثم إن الجنس اشتهاء وحب وأمومة عند المرأة، وهو أقل بالطبع من ذلك كثيرا عند الرجل، والتغير الكبير الذي يعقب انقطاع الحيض عند المرأة يدلنا على أن للجنس قيمة فسيولوجية لها أكبر من قيمته عند الرجل.

يحمل مجتمعنا المرأة على أن تتجنب التفريج الجنسي، وهذا شأن كل مجتمع متمدن، مع أن الحال ليست كذلك في الرجل، ولهذا المنع أثر سيكلوجي آخر؛ لأنه ينتقل من التخصيص إلى التعميم، فكما أننا قد رأينا أن الحيرة في اختيار الزوجة تحدث عنة قبل الزواج عند الشاب، كذلك يؤدي هذا المنع عند المرأة إلى انكفافها في النشاط مهما يكن نوعه وإلى تخلفها الاجتماعي.

الحرمان الجنسي مجهود كبير جدا، وهو يشبه مجهود الصائم الذي يفكر في الطعام ما دام جائعا؛ فالمحروم يجتر الأحيلة الجنسية أكثر من المتزوج، وقد يقال: إنه سينسى بعد مدة طويلة هذا الاجترار الجنسي، ولكن إذا صح هذا فقد تأكد الضرر؛ لأن الحال الطبيعية السليمة أن الرجل لا يصح أن ينسى المرأة إلى حد الاستغناء التام، ويجب لهذا السبب أن ينظم المجتمع بحيث لا يطول هذا الحرمان.

الحرمان يضر النيوروزي أكثر مما يضر السليم.

Shafi da ba'a sani ba