ما هي الغاية التي أقصد منها إلى التطهر وإضاعة وقتي في غسل يدي؟
هل هي أن أهرب من العمل الذي أرتزق منه؟ ولماذا أريد الهرب؟ هل لأني أكره زوجتي وأطلب لها الجوع والبؤس؟ أو هل لأني وقعت هذا العمل المكروه وفي أعماق نفسي حب لعمل آخر؟ (3)
لماذا أضيع وقتي في التشاؤم، وما هي الغاية التي أقصد إليها منه؟
هل هي أن أعتذر لنفسي وأقيم الحجة أمام إخواني بأني لولا هذا التشاؤم لأديت عملا مفيدا؟
ونحن بهذه الأسئلة نحاول أن نجعل الوجدان (= التعقل والمنطق والنظر الموضوعي) يأخذ مكان العاطفة المحتقنة؛ أي: النيوروز، واللغة الموضحة تأخذ مكان الغموض العاطفي.
ثم يجب أن نزيد على هذا بأن نبحث: (1)
أحلامنا في النوم وأحلامنا في اليقظة كي نقف على الاتجاهات النفسية التي نتجهها على غير دراية منا؛ أي: تلك الكظوم المخبوءة في كامنتنا؛ لأن الحلم يوضح مكارهنا ومخاوفنا ومحابنا، ويكشف لنا عن سريرتنا التي تنطوي عليها الكامنة. (2)
الأسلوب الذي تعلمناه في طفولتنا، هل كان أسلوب الخوف والجبن والتراجع، أم أسلوب الشجاعة والتفاؤل؟ هل كانت زوجة الأب التي عشنا معها قد اضطهدتنا فجعلتنا نواجه الدنيا بالحذر المسرف والخبث والزيادة في التوقي؟ ثم اندغمت هذه الصفات فصارت تشاؤما عاما أو إيجاسا من المجتمع أو أسلوبا للحياة؟ (3)
لعل هذا الأسلوب كان تدليلا من أم قد أسرفت في الحب وأساءت إلينا به، حتى إذا كبرنا وجدنا أن المجتمع لا يعاملنا كما كانت تعاملنا هذه الأم بالتدليل فجزعنا، وصار هذا الجزع كأنه حق لنا على المجتمع ، حتى صرنا نتهمه باستصغار شأننا، وبأنه لا يقدر نبوغنا، إلخ. (4)
هل أنا انطوائي أميل بطبيعتي إلى الانفراد، ولكني مضطر إلى الاجتماع فأجد على الدوام ظروفا مكروهة أنفر منها؟ أو هل أنا انبساطي يعالجني السرور أو الحزن بلا مبرر؟ (5)
Shafi da ba'a sani ba