درسا في الفيزياء التجربية إلى خادمة أمها، إلى هذه الخادمة السمراء المذعان
3
البالغة الظرف.
وإذ إن الآنسة كونيغوند ذات ميل كثير إلى العلوم فإنها لاحظت - من غير أن تنطق بكلمة - ما شاهدته من تجارب مكررة، ورأت بوضوح ما عند الدكتور من سبب كاف، كما رأت المعلولات والعلل، وانصرفت مضطربة جدا، مفكرة جدا، شديدة الرغبة في أن تكون عالمة، مبصرة إمكان كونها سببا كافيا للشاب كنديد، الذي يمكنه أن يكون سببا كافيا لها أيضا.
لاقت كنديد وهي راجعة إلى القصر، فاحمر وجهها خجلا، كما احمر وجه كنديد، وقد تمنت له نهارا سعيدا بصوت متهدج، وقد كلمها كنديد من غير أن يعرف ما قال.
ولما كان الغد وتناول الجميع الغداء، وغادروا مائدة الطعام، وجد كنديد وكونيغوند نفسيهما وراء حاجز، فأسقطت كونيغوند منديلها، فالتقطه كنديد، فتناولت يده بسلامة قلب، وقبل الفتى يد الفتاة ببساطة مع نشاط ولطف وظرف خاص، وتلتقي شفاههما، وتلتهب أعينها، وتصطك ركبهما، وتضل أيديهما.
ويمر السيد البارون ثندر تن ترنك بجانب الحاجز، ويشاهد هذه العلة وهذا المعلول، فيطرد كنديد من القصر، راكلا إياه من الخلف بشدة، ويغمى على كونيغوند، وتفيق وتلطمها السيدة البارونة، ويستحوذ ذعر على الجميع في أجمل ما يمكن أن يكون من القصور، وأبهج ما يمكن أن يشاد منها.
الفصل الثاني
ما حدث لكنديد بين البلغار
طرد كنديد من فردوس الأرض، فسار طويلا على غير هدى، باكيا رافعا عينيه إلى السماء، محولا إياهما - في الغالب - نحو القصر الأروع المشتمل على أجمل بارونة صغيرة، وقد نام بين أخدودين في وسط الحقول من غير أن يتناول العشاء، وقد كان الثلج يتساقط رضابا.
Shafi da ba'a sani ba