Shekarar Rushewar Al'adu
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
Nau'ikan
من الواضح أن التوفيق كان حليف سابيليوليوما في هجماته البحرية وربما في غزو قبرص، ولكن ليس واضحا السبب الذي جعله يقاتل ويغزو الجزيرة مجددا، بعد أن كان توداليا الرابع قد استولى عليها بالفعل. ربما كان الغرض من محاولته ببساطة هو السيطرة (أو استعادة السيطرة) على مصادر النحاس أو على طرق التجارة الدولية في أوقات كان الاضطراب فيها آخذا في التصاعد. ولكننا قد لا نعرف أبدا السبب في ذلك. أيضا ليس واضحا أين جرت المعركة البرية الأخيرة؛ اقترح الباحثون احتمالين هما قبرص وساحل الأناضول.
أخذ سابيليوليوما الثاني، عند اعتلائه العرش بعد وفاة والده، اسم سلفه الشهير من القرن الرابع عشر قبل الميلاد سابيليوليوما الأول (رغم أن اسم الملك الجديد كان يتهجى على نحو مختلف: سابيليولياما وليس سابيليوليوما). ربما كان يأمل في تكرار بعض نجاحات سلفه. إلا أنه انتهى به الأمر إلى أن يكون هو المسئول عن انهيار الإمبراطورية الحيثية. في سياق القيام بذلك، إلى جانب غزو قبرص، قام هو ومعه الجيش الحيثي بحملة مرة أخرى في غرب الأناضول.
69
يذكر أحد الباحثين، في مقالة نشرت مؤخرا، ملاحظة مفادها أن وثائق كثيرة ترجع إلى زمن سابيليوليوما الثاني «تشير إلى تزايد عدم الاستقرار في العاصمة الحيثية وتزايد الشعور بانعدام الثقة»، ولكن ربما كان من الأفضل استخدام كلمة «الاضطراب»، بالنظر إلى ما كان على وشك أن يحدث.
70 (9) حطام سفينتي رأس إريا ورأس جليدونيا
في عامي 1993 و1994، استخرج علماء الآثار البحرية قبالة ساحل أرجوليد على البر الرئيسي لليونان، غير بعيد من موقع ميسيناي، حطاما آخر لسفينة شراعية قديمة، يفترض هذه المرة أنها كانت من قبرص، استنادا إلى شحنة الأواني الفخارية التي كانت تحملها. يرجع تاريخ الحطام، الذي يعرف باسم «حطام سفينة رأس إريا»، إلى 1200ق.م تقريبا، وقد يكون دليلا على أن التجارة بين قبرص واليونان الميسينية كانت لا تزال جارية في ذلك الوقت، رغم التوغلات الحيثية في قبرص.
71
في الوقت نفسه تقريبا، قبالة ساحل الأناضول، غير بعيد من المكان الذي كانت سفينة أولوبورون قد غرقت عنده قبل ذلك بقرن، غرقت سفينة أخرى سمي حطامها باسم «حطام سفينة رأس جليدونيا»، نسبة إلى موضع ضريحها البحري قبالة الساحل الجنوبي الغربي لتركيا الحالية. كما أشرنا سابقا، هذا هو الحطام الذي بدأ به جورج باس حياته المهنية، ومجال علم الآثار الغارقة، في ستينيات القرن الماضي. كان باس قد استنتج أن الحطام كان يخص سفينة كنعانية غرقت في 1200ق.م تقريبا وهي في طريقها إلى منطقة إيجه.
72
عاد باس إلى الموقع مرات قليلة على مر السنين؛ من أجل استكشاف البقايا باستخدام أجهزة حديثة كانت قد صارت متاحة نتيجة للتطورات الهائلة في تكنولوجيا الاستكشاف تحت الماء خلال النصف قرن الماضي. وعثر على المزيد من الأغراض القليلة التي تواصل تدعيم فكرته الأصلية القائلة بأنه من المحتمل أن السفينة كانت مبحرة من الشرق الأدنى، ولكن، الأمر المثير للفضول أن الاكتشافات الجديدة تدل على أن السفينة ربما تكون في الواقع قبرصية الأصل وليس كنعانية، حسب تحليلات جديدة أجريت على مرساة السفينة وبعض المصنوعات الخزفية على متنها.
Shafi da ba'a sani ba