Shekarar Rushewar Al'adu
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
Nau'ikan
أحد أصغر الأغراض التي عثر عليها على متن السفينة كان أيضا واحدا من أهمها؛ وهو جعران مصري مصنوع من الذهب الخالص. بقدر ما كان غرض كهذا نادرا، جعلته الرموز الهيروغليفية المنقوشة عليه أكثر ندرة؛ لأنها كانت تؤلف اسم نفرتيتي، زوجة الفرعون المهرطق إخناتون. كان اسمها مكتوبا على الجعران على صورة «نفر نفرو آتون»؛ وهي تهجئة لم تستخدمها نفرتيتي إلا أثناء السنوات الخمس الأولى من حكمها، في وقت ربما كان فيه زوجها في ذروة إدانته المهرطقة لكل إله مصري عدا آتون، قرص الشمس، الذي كان مسموحا له هو، وهو وحده، أن يتعبد إليه مباشرة.
6
استخدم الأثريون الجعران ليساعدهم في تحديد الفترة الزمنية المنتمية إليها السفينة؛ لأنه لم يكن من الممكن أن يكون قد صنع - ومن ثم لم يكن من الممكن أن تكون السفينة قد أبحرت - قبل وصول نفرتيتي إلى السلطة في حوالي 1350ق.م.
كان بمقدور الأثريين تحديد تاريخ غرق السفينة بثلاث طرق أخرى أيضا. إحدى الطرق كانت تتعلق باستخدام الكربون المشع لتحديد تاريخ الأغصان والفروع القصيرة العمر التي كانت مستخدمة فيما مضى على سطح السفينة. وتعلقت طريقة أخرى بالتأريخ الشجري (عد حلقات الأشجار)، مستفيدين من العوارض الخشبية التي تكون منها هيكل السفينة. أما الطريقة الثالثة فكانت الأواني الفخارية الميسينية والمينوية والتي كانت موجودة على متن السفينة، والتي بدا للمتخصصين أن تاريخها يرجع إلى نهاية القرن الرابع عشر قبل الميلاد. تشير آليات التأريخ المنفصلة الأربع معا إلى عام 1300ق.م تقريبا - بداية القرن الثالث عشر قبل الميلاد، أو يمكن أن يكون قبل ذلك العام أو بعده ببضع سنوات - باعتباره العام الذي غرقت فيه السفينة.
7
عثر في السفينة على شدف من لوح كتابة خشبي صغير، كان في الأصل له مفصلات من العاج، محفوظة داخل جرة تخزين ربما تكون قد سبحت إلى داخلها بينما كانت السفينة تتعرض للغرق. اللوح، الذي يذكرنا ب «اللوح الذي عليه علامات شريرة» الخاص بهوميروس (الإلياذة، الكتاب السادس، البيت 178)، أقدم بأكثر من خمسمائة سنة من ألواح كتابة مماثلة عثر عليها في نمرود في العراق. ربما كان اللوح يحتوي يوما ما على تسجيل لمسار رحلة السفينة، أو ربما بيان الشحنة التي كانت على ظهرها. غير أن الشمع، الذي كانت تنقش عليه الكتابة على جانبي اللوح، قد تلاشى منذ زمن بعيد، دون أن يترك أثرا لما كان مسجلا.
8
ولذلك لا يزال من المستحيل معرفة ما إذا كان الغرض من الشحنة التي كانت على متن السفينة أن تكون هدية ملكية، ربما كانت من ملك مصر إلى ملك ميسينيا، أو ما إذا كانت تخص تاجرا خاصا، يبيع البضائع في الموانئ الرئيسية في أنحاء البحر المتوسط. ومثلما افترضنا سابقا، يمكن أيضا أن الشحنة عبارة عن مشتريات جرت في رحلة تسوق طويلة؛ لأن المواد الخام الموجودة على سطح السفينة ناسبت ما احتاجه العمال وورش الحرف التابعة لقصور ميسينية مثل بيلوس من أجل صنع أشياء عليها طلب مرتفع، بما في ذلك العطور والزيوت، إلى جانب المجوهرات مثل القلائد الزجاجية.
يمكن ألا نعرف أبدا هوية من أرسل سفينة أولوبورون إلى رحلتها أو إلى أين كانت ذاهبة ولماذا، ولكن من الواضح أن السفينة احتوت على نموذج مصغر للتجارة والاتصالات الدولية التي كانت تجري في منطقة شرق المتوسط، وعبر منطقة إيجه، أثناء أوائل القرن الثالث عشر قبل الميلاد. لم تكن السفينة تضم بضائع مما لا يقل عن سبع مناطق مختلفة فحسب، بل - استنادا إلى الأغراض الشخصية التي عثر عليها الأثريون في حطام السفينة - كان يوجد أيضا شخصان ميسينيان على الأقل على متن السفينة، على الرغم من أنه يبدو أنها كانت سفينة كنعانية. من الواضح أن هذه السفينة لا تنتمي إلى عالم يضم حضارات، وممالك، وإقطاعيات منعزلة، وإنما إلى عالم مترابط فيه التجارة، والهجرة، والدبلوماسية، ومع الأسف، الحرب. كان هذا حقا أول عصر عولمة فعلي. (2) سينارانو الأوغاريتي
بعد حوالي أربعين عاما من غرق سفينة أولوبورون، صيغ نص سجل بعض محتويات سفينة مشابهة، وأرسله تاجر يسمى سينارانو من أوغاريت في شمال سوريا إلى جزيرة كريت. كان في الواقع إعلانا رسميا كتب على لوح طيني باللغة الأكادية، باستخدام نظام الكتابة المسمارية، ويذكر أنه عندما عادت السفينة الخاصة بسينارانو من كريت، لم يكن ملزما بأن يدفع ضرائب للملك. ينص الجزء ذو الصلة من نص سينارانو، كما هو معروف، على ما يلي: «من يومنا هذا يعفي أميستامرو، ابن نقمبا، ملك أوغاريت، سينارانو، ابن سيجينو ... [حبوبه ]، وجعته، وزيت [الزيتون] الخاص به ليس عليه أن يسلمها للقصر. سفينته معفاة عندما تصل من كريت.»
Shafi da ba'a sani ba