Shekarar Rushewar Al'adu
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
Nau'ikan
على مدى اثني عشر موسما تقريبا، من 1984 إلى 1994، غاص الفريق إلى الحطام أكثر من اثنين وعشرين ألف مرة دون حدوث إصابة خطيرة واحدة، مما يشهد على التدابير الوقائية التي اتخذوها وحقيقة أن غطساتهم كانت تحت إشراف ضابط سابق في قوة العمليات الخاصة التابعة للبحرية الأمريكية.
3
كانت النتيجة النهائية عبارة عن مخطط للحطام القديم وحمولته يوازي في دقته، التي تصل إلى المليمتر، أي مخطط منفذ للتنقيب على البر، رغم الأعماق الكبيرة التي كانوا يعملون فيها. أيضا أسفرت الغطسات عن استعادة آلاف من الأغراض، التي ما زالت تحت الدراسة.
كان طول القارب نفسه يبلغ في الأصل حوالي خمسين قدما. وكان محكم البناء، وبه ألواح خشبية وعارضة مصنوعان من خشب الأرز اللبناني ويستخدم تصميم النقرة واللسان للهيكل.
4
قبل ذلك، كان أقدم حطام معروف في البحر المتوسط يستخدم تقنية النقرة واللسان هذه هو حطام كيرينيا الذي عثر عليه قبالة ساحل قبرص، ويرجع تاريخه إلى أكثر من ألف عام لاحقة، إلى حوالي 300ق.م.
اتسمت سبائك النحاس، التي كان يوجد منها أكثر من 350 سبيكة، بصعوبة خاصة في التنقيب عنها وجلبها إلى السطح. وأثناء مدة الثلاثة آلاف عام التي قبعت فيها تحت الماء، متراصة بطريقة متعرجة في أربعة صفوف منفصلة، كان كثير منها قد تحلل بقدر كبير وصار حينئذ في حالة هشة للغاية. وفي نهاية الأمر، تعين على المرممين الأثريين الذين كانوا يعملون في فريق باس استخدام نوع جديد من الغراء؛ والذي كان عبارة عن مادة لاصقة يمكن حقنها في بقايا السبيكة، ومن شأنها أن تجمد وتتصلب تحت الماء على مدى عام. وفي النهاية يلحم الغراء معا الأجزاء المنفصلة من السبيكة المتحللة جيدا بما يكفي حتى يمكن سحبها إلى السطح.
ولكن كان يوجد على متن السفينة أكثر بكثير من سبائك النحاس. اتضح أن الحمولة التي تحملها سفينة أولوبورون كانت تتكون من تشكيلة رائعة من البضائع، كانت بالفعل قائمة بضائع دولية. عموما، كان على متن السفينة منتجات من سبعة بلدان، ودول، وإمبراطوريات مختلفة على الأقل. بالإضافة إلى شحنتها الأساسية التي كانت عبارة عن عشرة أطنان من النحاس القبرصي، وطن من القصدير، وطن من الراتينج التربنتيني، كان يوجد أيضا دزينتان من جذوع خشب الأبنوس من النوبة؛ ومائتا سبيكة تقريبا من الزجاج الخام من بلاد الرافدين، معظمها مطلي بلون أزرق غامق، أما البعض الآخر فمطلي باللون الأزرق الفاتح، والأرجواني ، وحتى إحدى درجات اللون العسلي/الأصفر العنبري؛ وحوالي 140 جرة تخزين كنعانية، بحجمين أو ثلاثة أساسية، احتوت على الراتينج التربنتيني، وبقايا من العنب، والرمان، والتين، بالإضافة إلى توابل مثل الكزبرة والسماق؛ وآنية فخارية جديدة من قبرص وكنعان، تشتمل على مصابيح زيت، وصحاف، وأباريق، وجرار؛ وجعارين من مصر وأختام أسطوانية من منطقة أخرى في الشرق الأدنى؛ وسيوف وخناجر من إيطاليا واليونان (التي ربما كان بعضها يخص أفراد الطاقم أو الركاب)، من ضمنها واحد له مقبض مطعم من الأبنوس والعاج؛ وحتى صولجان حجري من البلقان. كان يوجد أيضا مجوهرات ذهبية، تشمل قلائد وكأسا ذهبية؛ وحاويات مستحضرات تجميل عاجية على هيئة بطة؛ وصحاف وأوعية أخرى من نحاس، وبرونز، وقصدير؛ وأربع وعشرون مرساة حجرية؛ وأربع عشرة قطعة من عاج فرس النهر وناب فيل واحد؛ وتمثال طوله ست بوصات لإله كنعاني مصنوع من برونز مكسو بالذهب في مواضع منه، والذي لم يقم بعمله على نحو جيد جدا، إن كان من المفترض أن يكون بمثابة الإله القائم بحماية السفينة.
5
من المحتمل أن القصدير جاء من إقليم بدخشان في أفغانستان، أحد الأماكن القليلة التي كان متاحا فيها أثناء الألفية الثانية قبل الميلاد. جاء اللازورد الذي كان على متن السفينة من نفس المنطقة، مسافرا آلاف الأميال برا قبل أن يجلب إلى السفينة. كانت قطع كثيرة، مثل الأختام الأسطوانية المصنوعة من اللازورد، صغيرة ويسهل إغفالها أثناء عمليات التنقيب، وبخاصة عندما كانت أنابيب الشفط الضخمة تستخدم لإزالة الرمال التي تغطي البقايا. إن استعادتها بأي حال من الأحوال هي بمثابة شهادة على مهارة علماء آثار تحت الماء، كانوا ينقبون في الحطام تحت قيادة باس في البداية ثم خليفته المختار، سيمال بولاك.
Shafi da ba'a sani ba