Shekarar Rushewar Al'adu
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
Nau'ikan
هذه بعض من أمثلة قليلة، إلى جانب البعثات التي أرسلها إلى لبنان للحصول على الأرز، حيث يمكننا في الواقع أن نشير إلى تبادل تجاري مستمر بين مصر ومنطقة أجنبية أثناء حكم تحتمس الثالث، على الرغم من أننا نشك أن الكثير من «الجزية» (إينو) المصورة في مشاهد النبلاء في المقبرة في عهده هي في الواقع سلع تجارية.
من ضمن المناطق البعيدة التي كانت مصر، تحت حكم تحتمس الثالث، تقوم بتبادل تجاري معها على ما يبدو، والتي سجل تلقيه «الإينو» منها في ثلاث مناسبات منفصلة؛ إقليم كان معروفا للمصريين باسم «إسي»، وكان على الأرجح يقصد به ائتلاف دويلات المدن في شمال غرب الأناضول (تركيا الحالية) المعروف باسم أسوا، أو يقصد به ألشية، وهو الاسم الذي كانت تعرف به قبرص أثناء العصر البرونزي. يذكر كتبة تحتمس «إسي» أربع مرات على الأقل في نقوش متنوعة، مدرجين إياها جنبا إلى جنب كفتيو في «النصب الشعري/نشيد النصر» الخاص به : «جئت لأجعلك تتمكن من أن تطأ الأرض الغربية، فكفتيو وإسي تحت سلطانك، ولأجعلهم يرون جلالتك على هيئة ثور شاب، ثابت الجنان، حاد القرنين، لا يستطيع المرء أن يدنو منه.»
39
في سجلات وقائع بعثته التاسعة، في العام الرابع والثلاثين لحكمه (1445ق.م)، يذكر أن «زعيم إسي» قد أحضر «إينو» يتكون من مواد خام؛ نحاس خام، وكتل من الرصاص، ولازورد، وناب عاج، وخشب. وعلى نحو مماثل، في سجل بعثته الثالثة عشرة، في العام الثامن والثلاثين لحكمه (1441ق.م)، نعرف أن «أمير إسي» أحضر «إينو» يتكون من نحاس وخيول، وفي وصف بعثته الخامسة عشرة، في العام الأربعين لحكمه (1439ق.م)، نعرف أن «زعيم إسي» أحضر «إينو» يتكون من أربعين سبيكة من النحاس، وسبيكة من الرصاص، ونابين من العاج. أغلب تلك الأصناف كان الأصناف المعتادة التي نجدها في تبادل الهدايا العالي المستوى في أنحاء منطقة الشرق الأدنى في العصر البرونزي.
40 (6) مصر وكنعان في معركة مجدو، 1479ق.م
قد يكون علماء الآثار قد تعرفوا أخيرا على هوية مومياء حتشبسوت في السنوات الأخيرة، التي توجد في مقبرة تعرف باسم كيه في 60 (وترمز إلى «وادي الملوك، المقبرة رقم 60»)، وليس في مقبرتها «كيه في 20»، التي تقع في مكان آخر في وادي الملوك. كانت واحدة من نساء قلائل دفن على الإطلاق في وادي الصفوة هذا، المحجوز عادة لملوك مصر الذكور. إذا كانت المومياء المتعرف عليها هي بالفعل مومياء حتشبسوت، إذن فقد عانت في شيخوختها من السمنة المفرطة، ومشاكل في الأسنان، والسرطان.
41
وعندما ماتت أخيرا، في حوالي 1480ق.م، لم يضيع تحتمس الثالث، الذي يشك أحيانا في أنه كان له يد في موتها، وقتا وتولى السلطة وسار بجيشه ليخوض القتال في السنة الأولى من حكمه المنفرد. كذلك حاول أن يمحو اسم حتشبسوت من التاريخ، آمرا بتدنيس آثارها وبإزالة اسمها من النقوش حيثما أمكن.
عندما بدأ تحتمس الثالث حملته الأولى - الأولى من سبع عشرة حملة بدأها على مدى السنوات العشرين التالية أو نحوها - تمكن من أن يضع نفسه، بكل معنى الكلمة، في كتب التاريخ؛ إذ إن مسار وتفاصيل رحلته وفتوحاته العسكرية سنة 1479ق.م نقلت من اليوميات التي استمرت طوال مسار رحلته ونقشت للأجيال القادمة على جدار معبد آمون في الكرنك في مصر. المعركة التي خاضها في مجدو (التي أصبحت بعد ذلك معروفة في الكتاب المقدس باسم هرمجدون) في مواجهة الزعماء المحليين الكنعانيين المتمردين أثناء الحملة هي أول معركة نعرفها وتدون تفاصيلها وتصبح متاحة لتوعية الذين لم يكونوا حاضرين لها.
تشير الرواية المنقوشة إلى أن تحتمس الثالث زحف برجاله من مصر مدة عشرة أيام، شمالا حتى موقع يحم. هناك توقف ليعقد مجلس حرب ويقرر أفضل طريقة لمهاجمة مدينة مجدو المحصنة وما يحيط بها من معسكرات مؤقتة للحكام المحليين الكنعانيين الذين كانوا قد بدءوا تمردا على الحكم المصري عند اعتلائه العرش. من يحم، كان يوجد ثلاثة طرق مؤدية إلى مجدو؛ طريق شمالي، كان يظهر في وادي يزرعيل بالقرب من يوكنعام؛ وطريق جنوبي، كان يؤدي إلى وادي يزرعيل بالقرب من بلدة تعنك؛ وطريق مركزي، ينتهي عند مجدو.
Shafi da ba'a sani ba