Shekarar Rushewar Al'adu
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
Nau'ikan
أيضا يذكر جونسون أن النظام عادة ما يكون «حيا»، وهو ما يعني أنه يتطور بطريقة غير عادية وغالبا معقدة، وأنه يكون أيضا «منفتحا»، بمعنى أنه يمكن أن يتأثر بمحيطه. وهذا يعني، على حد قوله، أن أسواق الأسهم المعقدة الحالية، التي عادة ما يتحدث عنها المحللون كما لو كانت كائنات عضوية حية تتنفس، يمكن أن تتأثر أو تتحرك تبعا للأخبار الخارجية عن مكاسب شركة معينة أو حدث معين في الناحية الأخرى من العالم. بالمثل وصفت شيرات، في قياسها التناظري الذي نشر منذ عقد مضى، والمقتبس أعلاه في التصدير، أوجه التشابه بين عالم العصر البرونزي المتأخر و«اقتصادنا وثقافتنا العالميين المتجانسين ولكن الخارجين عن السيطرة بشكل متزايد، واللذين يمكن فيهما لتقلبات سياسية في ناحية من العالم أن تؤثر تأثيرا كبيرا في اقتصاديات مناطق تبعد عنها آلاف الأميال.»
108
ربما تكون تلك المؤثرات أو الضغوطات على «النظام» في إيجه وشرق المتوسط في نهاية العصر البرونزي المتأخر هي العوامل المحتملة، والممكنة، والمعقولة من زلازل، ومجاعات، وموجات الجفاف، وتغير في المناخ، وتمرد داخلي، وغزو خارجي، وقطع لطرق التجارة، وذلك كما ناقشناها أعلاه.
يمكننا أن نقول إن الأمر الأهم هو أن جونسون يؤكد أن النظام من هذا النوع يبدي ظواهر تتسم بأنها «مفاجئة عموما، وربما تكون عنيفة للغاية.» وكما يقول، فإن هذا «يعني بالأساس أن شيئا يمكن أن يحدث؛ وإذا انتظرت وقتا طويلا بما يكفي، فسوف يحدث بوجه عام.» على سبيل المثال، كما يشير، سوف ينتهي الأمر بكل أسواق الأسهم إلى أن يقع فيها انهيار من نوع ما، وسوف ينتهي الأمر بكل أنظمة حركة المرور إلى أن تصاب بفوضى مرورية من نوع ما. عموما ما تكون هذه الأمور غير متوقعة عندما تنشأ، ولم يكن من الممكن على وجه الخصوص توقعها مسبقا، على الرغم من أن المرء كان يعرف تمام المعرفة أنها يمكن أن تحدث وأن من شأنها أن تحدث.
109
في حالتنا، بما أنه لم يكن ثمة وجود مطلقا لحضارة في تاريخ العالم لم ينته بها الأمر إلى الانهيار، وبما أن الأسباب كثيرا ما تكون متشابهة، كما أشار جارد دايموند ومجموعة من الباحثين الآخرين، فإن انهيار حضارات العصر البرونزي المتأخر في نهاية المطاف كان أمرا قابلا للتوقع، ولكن كان من المستبعد أن نتمكن من توقع توقيته، أو من توقع انهيار كل الحضارات في نفس الوقت، حتى ولو استعنا بكل المعرفة العملية لكل حضارة من تلك الحضارات. كما يكتب جونسون: «حتى المعرفة التفصيلية بمواصفات محرك أي سيارة، ولونها وهيئتها، هي أمور عديمة الفائدة عند محاولة توقع المكان والتوقيت اللذين ستحدث فيهما حالات الازدحام المروري في نظام طرق جديد. وبالمثل، فإن فهم طبائع شخصيات أفراد في حانة مزدحمة لن يعطي مؤشرا فيما يتعلق بماهية المشاجرات الواسعة النطاق التي يمكن أن تنشأ فيها.»
110
إذن ما الجدوى التي ترجى من نظرية التعقيد في سياق الجهد المبذول لتفسير الانهيار الذي حدث في نهاية العصر البرونزي المتأخر، إذا لم تتمكن من أن تساعدنا في تحديد توقيته أو مسبباته؟ تشير كارول بيل إلى أن شبكات التجارة لإيجه وشرق المتوسط هي أمثلة على الأنظمة المعقدة؛ ومن ثم استشهدت بالجهد البحثي لكين دارم، من جامعة ريدنج، الذي أشار إلى أنه «مع ازدياد تلك الأنظمة تعقيدا، ومع تزايد درجة الاعتمادية المتبادلة بين الأجزاء المكونة لها، يصبح أمر إبقاء النظام المجمل مستقرا أكثر صعوبة.»
111
يحدث ما يعرف باسم «التلاحم المفرط»، كما يقول دارك، «عندما يصبح كل جزء من أجزاء النظام معتمدا بشدة على الأجزاء الأخرى لدرجة أن التغير في أي جزء يمكن أن ينتج عنه عدم استقرار في النظام بكامله.»
Shafi da ba'a sani ba