وارتبك واضطرب ، ثم قال: «أقصد أنه مع وجود كل هؤلاء حولنا ...»
وضحكت ليننا ضحكة صريحة، لا تنم عن شيء من الحقد، وقالت: «يا لك من رجل مضحك.» وكانت بالفعل تحسبه رجلا مضحكا، وقالت بنغمة أخرى: «إنك سوف تنذرني قبل الموعد بأسبوع على الأقل، أليس كذلك؟ أظن أننا سوف نستقل الصاروخ الهادئ الأزرق، هل يبدأ من برج شارنج-ت أو من هامستد؟»
وقبل أن يستطيع برنارد الإجابة وقف المصعد.
ونادى صوت له صرير: «السطح!»
وكان عامل المصعد مخلوقا صغيرا كالقرد، يرتدي قميصا أسود من قمصان أنصاف المعتوهين من نوع «−ه». - «السطح!»
وفتح الأبواب على مصاريعها، وقد ارتعد قليلا واهتزت جفونه، عندما التقت عيناه بضياء الشمس الدافئ الرائع، بعد ظهر ذلك اليوم، فكرر لفظة «السطح!» في صوت المبتهج، وكأنه تنبه فجأة من سبات مهلك مظلم، فسر لذلك كثيرا، وصاح: «السطح!»
وابتسم في وجه الراكبين ابتسامة المترقب المعجب، فبرزوا إلى الضياء وهم يتكلمون ويتضاحكون، وكان عامل المصعد يرعاهم وهم يخرجون.
وقال مرة أخرى متسائلا: «هذا هو السطح؟»
ثم دق أحد الأجراء، وكان بسقف المصعد مكبر للصوت، أخذ يصدر أوامره بصوت ناعم ثابت.
قال الصوت: «اهبطوا، اهبطوا، الطابق الثامن عشر. اهبطوا، اهبطوا الطابق الثامن عشر. اهبطوا ...»
Shafi da ba'a sani ba