إن أولئك الذين يشعرون باحتقار الآخرين لهم محقون حين ينظرون إلى غيرهم بعين الاحتقار، ولقد ارتسمت على ثغر برنارد ماركس ابتسامة الازدراء، هل أمكن حقا إخراج كل شعرة من شعرات الدب!
وقال هنري فستر: «سوف أهتم بالذهاب.»
وانحنى مصطفى مند إلى الأمام، وهز لهم إصبعه، وقال وقد بعث صوته في حجبهم الحاجزة هزة غريبة مثيرة: «حاولوا أن تدركوا كيف كانت الحال حينما كانت الأمهات تتناسل.»
تلك الكلمة الفاحشة مرة أخرى! ولكن أحدا منهم لم يدر بخلده هذه المرة أن يبتسم. «حاولوا أن تتصوروا معنى «عيش الفرد مع أسرته».»
ولقد حاولوا، وكان من الواضح أنهم لم يصيبوا أدنى نجاح. «وهل تعرفون ما «البيت»؟»
فهزوا رءوسهم.
وصعدت ليننا كراون سبعة عشر طابقا من غرفتها السفلى المظلمة القرمزية، وخرجت من المصعد، ثم التفتت يمينا، وسارت بحذاء ممر طويل، وفتحت الباب الذي كتب عليه «حجرة اللبس للبنات»، وغاصت في خضم مضطرب من الأذرعة والصدور والأردية الداخلية، وكان هناك مائة حمام، تندفع فيها أو تنبجس منها سيول الماء الساخن، وكنت تسمع الدوي والأزيز يصدر عن ثمانين آلة من آلات التدليك المفرغة المذبذبة، وهي تدلك وتجفف في وقت واحد الأجسام الصلبة، التي لفحتها الشمس بحرارتها لثمانين نموذج رفيع من نماذج الإناث، وكانت كل منهن تتكلم بأعلى صوتها، وكانت هناك كذلك آلة للموسيقى المركبة، تنشد نغمة فردية كأنها من بوق عظيم.
وقالت ليننا إلى الشابة التي كان إلى جوارها المشاجب والصندوق المقفل: «أهلا فاني.»
وكانت فاني تعمل بغرفة القوارير، وكان اسم أسرتها كذلك كراون، ولكن حيث إن الألفي مليون من السكان الذين يقطنون هذا الكوكب، لم يكن لهم سوى عشرة آلاف اسم لهم جميعا، فإن تشابه الأسماء لم يكن أمرا عجيبا.
وجذبت ليننا مشبك سترتها إلى أسفل، وقد أشارت بيديها إلى الفتاتين، اللتين أمسكتا بالسراويل أن يخلعاها، وأشارت إلى غيرهن أن يحللن رداءها السفلي، ثم انطلقت نحو الحمامات، وما برحت تلبس حذاءها وجواربها.
Shafi da ba'a sani ba