فهزت المربية كتفيها وأجابت: «الأمر يسير، إن هذا الولد الصغير، كان يحجم قليلا عن الاشتراك في المغازلة العادية، وقد لحظت ذلك من قبل مرة أو مرتين، ولحظت ذلك اليوم مرة أخرى، وقد بدأ الآن يصيح ...»
وعقبت على ذلك الفتاة الصغيرة القلقة قائلة: «إنني - وأيم الحق - لم أقصد أن أوذيه، أو أن أصيبه بأي شيء.»
وقالت الممرضة وهي تطمئنها: «إنك لم تقصدي ذلك بالطبع يا عزيزتي.» ثم واصلت حديثها، وقد التفتت نحو المدير ثانية، وقالت: «ولذا فأنا سوف آخذه إلى مراقب علم النفس المساعد؛ لكي يرى إن كان به شذوذ.»
قال المدير: «لقد أصبت، خذيه، وابقي أنت هنا أيتها الفتاة الصغيرة.» وانصرفت المربية في صحبة الولد الباكي، الذي عهد به إليها، وسأل المدير الفتاة: «ما اسمك؟»
قالت: «بولي تروتسكي.»
قال المدير: «إنه اسم جميل جدا، انطلقي الآن، وحاولي أن تجدي ولدا صغيرا آخر تلعبين معه.»
فهرولت الفتاة بين الأشجار واختفت عن الأنظار.
وتابعها المدير بالنظر قائلا: «يا لها من مخلوق صغير نفيس!» ثم التفت إلى تلاميذه وقال: «إن ما سأحدثكم عنه الآن، قد يبدو لكم أمرا لا يحتمل التصديق، ولكن المرء إذا لم يتعود العلم بالتاريخ، حسب أن أكثر حقائق الماضي مما لا يحتمل التصديق.»
ثم نطق بحقيقة تدعو إلى الدهشة حقا، قال: «قبل عصر فورد بزمن طويل جدا (فقهقه الطلبة ضاحكين) لم يحسبوه شاذا فحسب، بل كذلك أمرا لا يتفق وقواعد الأخلاق (قال الطلبة: لا نظن ذلك!) ولذا فقد حرموه تحريما باتا.»
وبدت على وجوه المستمعين له نظرة الدهشة وعدم التصديق.
Shafi da ba'a sani ba