وقال الهمجي في النهاية: «أطالب بذلك كله.»
فهز مصطفى مند كتفيه وقال له: «مرحبا بك.»
الفصل الثامن عشر
كان الباب على مصراعيه فدخلا. - «جون!»
وصدر من داخل الحمام صوت لا يسر السامع، ولكنه يدل على صاحبه، وصاح هلمهلتز قائلا: هل هناك أمر هام؟
فلم يظفر بجواب، وتكرر الصوت القبيح مرتين، ثم أعقبه سكون. وانفتح باب الحمام عندئذ محدثا صوتا، وخرج منه الهمجي شاحب اللون جدا.
وصاح هلمهلتز جزعا مبلبل الخاطر، قال: «كأن بك علة يا جون!»
وسأله برنارد: «هل أكلت شيئا لم تسغه؟»
فهز الهمجي رأسه قائلا: «لقد أكلت الحضارة.» - «ماذا؟» «سممتني ودنستني.» ثم قال بصوت خافت: «أكلت شقاوتي الخاصة.» - «نعم ولكن ماذا بالضبط؟ أقصد أنك كنت منذ قليل ...» قال الهمجي: «الآن تطهرت، فقد شربت قليلا من الخردل والماء الساخن.»
فحملق فيه صاحباه في دهشة عظيمة.
Shafi da ba'a sani ba