إلى مذهب الإمام أبي حنيفة (١)، وتحول الحافظ المنذري من مذهب الحنابلة إلى مذهب الإمام الشافعي (٢)، وتحول وجيه الدين أبو بكر المبارك ابن المبارك بن سعيد الواسطي المتوفى سنة ٦١٢ هـ من مذهب الحنابلة إلى مذهب الحنفية، ثم صار شافعيًا (٣)، وتحول تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر المقريزي المؤرخ المشهور المتوفى سنة ٨٤٥ هـ من مذهبه الحنفي إلى المذهب الشافعي (٤)، وتحول شهاب الدين أحمد بن حمزة القلعي المتوفى سنة ٩٥٠ هـ من المذهب الحنفي إلى المذهب الشافعي (٥).
وقد يكون هذا التحول بسبب تأثير بعض الشيوخ، أو لقناعةٍ شخصية، أو غير ذلك.
ولكن الغريب هنا أن يُطلق عليه الناجي، لأنه نجا من مذهب الإمام أحمد! ولعل هذا من التعصب الذي يجري بين المذاهب، إن صح أنه أطلق عليه الناجي بسبب انتقاله من مذهب الحنابلة إلى مذهب الشافعية فالله أعلم.
ثالثًا: ميلاده ونشأته:
ولد برهان الدين الناجي في أحد الربيعين سنة عشر وثمانمائة بدمشق (٦). وليس لدينا معلومات عن أسرته ولا عن نشأته ودراساته الأولى، سوى أنه قرأ القرآن على العلاء (٧) بن زكنون الدمشقي الحنبلي المتوفى سنة سبع وثلاثين وثمانمائة.
وكان العلاء بن زكنون قد انقطع إلى الله تعالى في مسجد القدم بآخر أرض القبيبات ظاهر دمشق يؤدب الأطفال احتسابًا (٨).
_________
(١) انظر: سير أعلام النبلاء ١٥/ ٢٩.
(٢) انظر: تفصيل ذلك في: المنذري وكتابه التكملة ص: ٣٢ - ٤٣.
(٣) المصدر السابق ص: ٤٣.
(٤) انظر: شذرات الذهب ٧/ ٢٥٤.
(٥) انظر: شذرات الذهب ٨/ ٢٨٠.
(٦) الضوء اللامع ١/ ١٦٦.
(٧) ستأتي ترجمته ص: ٦٣.
(٨) انظر: أنباء الغمر ٨/ ٣١٩، الضوء اللامع ٣/ ٢١٤.
1 / 58