فقط، وأحال على القسم الثاني من الكتاب وهو ضعيف الترغيب، ولم يطبع بعد.
ويمكن الإشارة هنا إلى بعض الأمثلة التي وقفتُ عليها بعد تتبع سريع للأحاديث التي حسن أو صحح أسانيدها، أو وثق رجال أسانيدها من أول الكتاب إلى آخر كتاب الصلاة؛ ليتضح ما حصل للحافظ المنذري من تساهل وأوهام في تقوية الأسانيد الضعيفة صراحة.
فمن الأمثلة على ذلك ما يأتي:
١ - أورد حديث أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "ما من داع يدعو إلى شيء إلا وقف يوم القيامة لازمًا لدعوته ما دعا إليه، وإن دعا رجل رجلًا".
وقال: "رواه ابن ماجة، ورواته ثقات" (١).
الحديث أخرجه ابن ماجة، المقدمة ١٤ - باب من سن سنة حسنة أو سيئة ١/ ٧٤ ح ٢٠٨.
قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية، عن ليث عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ فذكره.
وفي هذا الإسناد ليث وهو ابن أبي سليم ضعفه أبو حاتم وأحمد وابن معين وغيرهم، وقال ابن حجر: صدوق اختلط أخيرًا ولم يتميز حديثه فترك (٢).
وذكر الحديث الحافظ البوصيري في مصباح الزجاجة ١/ ٢٩.
وقال: "إسناده ضعيف، ليث هو ابن أبي سليم ضعفه الجمهور".
٢ - أورد حديث أبي ذر ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "يا أبا ذر لأن تغدو فتعلم آية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة، ولأن تغدو فتعلم بابًا من العلم عمل به أو لم يعمل به خير لك من أن تصلي ألف ركعة".
_________
(١) الترغيب ١/ ٩٢.
(٢) انظر: الجرح والتعديل ٧/ ١٧٧، التهذيب ٨/ ٤٦٥، التقريب ٢/ ١٣٨.
1 / 36