مع أنها كانت مشفقة على المريضة البائسة، شعرت بارتياح كبير عندما ظهرت الممرضة الأصلية ذات القسمات القاسية عند الباب. اجتمعت غمامة الغموض مع الألم النابض في صدغيها فجعلاها تتشكك في نفسها.
ابتسمت عندما تحدث إليها هير.
قال: «سأتنصت عليهم؛ فالبروفيسور ربما يكون حجة في الجانب النظري، لكنه ربما يرتكب خطأ أثناء الممارسة العملية؛ لذا سأتحقق مما يقول.»
نظرت آيريس إلى ما وراء كتفه محاولة أن تتابع ما يحدث. بدا لها أن البروفيسور يجري تحقيقه بدقة وصبر واعتزاز بالنفس؛ فمع أنه انحنى احتراما للبارونة، قبل أن يبدأ في شرح الموقف، فقد كان يعطي انطباعا بعظم شأنه.
أمالت البارونة رأسها وبدا أنها طرحت سؤالا على باقي الركاب. لاحظت آيريس أنها أمعنت النظر في وجوههم جميعا بنظرتها المتعجرفة، وأن صوتها حمل نبرة سلطوية.
حذا البروفيسور حذوها واستجوبهم واحدا تلو الآخر، فلم يتلق منهم سوى هزة الرأس الحتمية التي يبدو أنها اللغة الرسمية لذلك البلد. تذكرت آيريس التجربة التي مرت بها، فهمست لهير.
قالت: «ألا يستطيعون فهم ما نقول؟»
أجابها بإيماءة من رأسه استشفت منها أنه ينصت بإمعان لما يقال ولا يريد أن يزعجه أحد. اضطرت للاعتماد على نفسها، فبنت ملاحظتها الخاصة وأبهجها أن لاحظت أن البروفيسور - مع أنه يحاضر لفصول دراسية من الجنسين - فقد كان يخشى النساء، وفيهم الطفلة الصغيرة.
فما لبث أن قصر أسئلته على رجل الأعمال الذي كان يجيب ببطء وتأن. كان من الواضح أنه يحاول بذلك مساعدة الرجل الأجنبي الذي ربما يواجه صعوبة في فهم كلامه. في النهاية، أبرز بطاقته وأعطاها البروفيسور، الذي بدوره قرأها ثم أعادها إليه مصحوبة بانحناءة رأس شاكرة.
رغم جو التهذيب السائد، فقدت آيريس صبرها فجذبت ذراع هير وسألته: «هل عرف شيئا عن الآنسة فروي؟»
Shafi da ba'a sani ba