ولأن الحمى كانت قد بدأت تتملك منها، بدت لها تلك الوجوه مطموسة ومشوشة وكأنما تراها في كابوس. شعرت بالارتياح عندما رأت القس وزوجته داخل إحدى المقصورات بينما كانت قد شقت طريقها في القطار أثناء بحثها غير المجدي.
كانا يجلسان متقابلين. كانت عينا السيد بارنز مغمضتين ووجهه متجهما. رغم أن الشمس لفحت بشرته، كان من الواضح أنه ليس على ما يرام، وأنه يبذل قصارى جهده كي يصارع أعراض الدوار.
وكانت زوجته تراقبه باهتمام يشوبه الإرهاق. حمل وجهها الشاحب أمارات الأسى، وكأنما تشاطره كل وخزة ألم في مخيلتها.
لم تبتسم لآيريس عندما دلفت بصعوبة إلى المقصورة وتحدثت إليها. «آسفة على إزعاجك، لكني أبحث عن صديقتي.» «حقا؟»
حمل صوت السيدة بارنز نبرة الابتهاج المتكلف المعهودة، لكن عينيها كانتا حزينتين.
قالت آيريس مشجعة: «هل تتذكرينها؟ لقد أرسلت إليكما النادل بالشاي.»
دبت الحياة في القس.
قال: «لقد كان ذلك لطفا منها. هلا بلغتها شكري الخاص؟»
قالت آيريس واعدة إياه: «سأفعل عندما أجدها. لقد غادرت المقصورة منذ مدة، ولم تعد.»
قالت السيدة بارنز: «أنا لم ألمحها تعبر من أمام النافذة. ربما ذهبت كي تغسل وجهها. على أي حال، لا يحتمل أن تكون قد ضلت الطريق.»
Shafi da ba'a sani ba