الفصل الثامن
استراحة الشاي
ألجمت المفاجأة آيريس فلم تستطع الرد. نظرت غير مصدقة إلى الأراضي الممتدة التي تغطيها الرمال والنباتات الشائكة التي تمر خارج النافذة، وكأنما تتوقع أن تراها تتحول إلى أكواخ سويسرية، أو أنهار إيطالية زرقاء.
قالت مندهشة: «يا إلهي، أنت إنجليزية.» «بالطبع. كنت أحسب أن مظهري تقليدي. هل ستأتين لاحتساء الشاي؟» «أجل.»
تبعت آيريس مرشدتها إلى خارج المقصورة، وشعرت بالقلق عندما اكتشفت أن مقصورتهم كانت في نهاية الممر. يبدو أن مربع الحماية بكفها لا يضمن لها الحماية من حوادث القطارات رغم كل شيء.
سألت: «هل نحن قريبون من المحرك؟»
طمأنتها السيدة ذات الحلة التويدية قائلة: «كلا، بل يفصلنا عنه مقصورات الدرجة العادية. ذلك القطار طويل للغاية، بسبب تزاحم نهاية الموسم. اضطروا لإقحام تلك المقصورات في القطار عنوة.»
كان من الواضح أنها من النوع الذي يجمع المعلومات؛ فقد بدأت تبثها على الفور. «فقط ألق نظرة في العربة التي تلي عربتنا عندما نمر منها، وسأخبرك أمرا.»
لم يثر ذلك اهتمام آيريس، بيد أنها أطاعتها. بعدها، ندمت أنها فعلت؛ إذ لم تستطع نسيان ما رأته.
فعلى أحد المقاعد، رأت جسدا ممددا بطول المقعد ومغطى ببطانيات. كان يستحيل معرفة إن كان لرجل أم لامرأة؛ فقد كانت الضمادات تغطي الرأس والجبهة والعينين، وكانت ملامح الوجه مختفية وراء شرائط من الضمادات اللاصقة المتقاطعة. من الواضح أن الوجه كان مجروحا حد التشوه.
Shafi da ba'a sani ba