جدد الحمام الدافئ والراحة نشاطها، لكنها شعرت بالوحدة وهي تقف مستندة إلى سور الشرفة. لفتت وقفتها المتأملة وثنايا ثوبها الانسيابية انتباه الزوج - المدعو تودهانتر حسب سجل زوار الفندق - بينما كان يسير خارجا من غرفة نومه.
لم يكن لديه أدنى فكرة عن هويتها، أو أنه كان بمثابة نجم استرشدت به في الوادي. كان يتناول هو وزجته وجباتهما في غرفة جلوسهما الخاصة، ولم يخالطا عامة النزلاء قط؛ لذا استنتج أنها نزيلة وحيدة فاته أن يراها وسط التجمعات العامة.
استحسنتها عيناه الخبيرتان فتوقف.
وقال معلقا: «الأجواء هادئة الليلة. وهو تغيير جيد بعد صخب جماعة الغوغاء المريعة تلك.»
لدهشته، نظرت إليه الفتاة ببرود.
وقالت: «الأجواء هادئة حقا، لكني أفتقد أصدقائي.»
بينما كانت في طريقها إلى الأسفل، شعرت بالسعادة لأنها جعلته يدرك خطأه؛ فمناصرتها لأصدقائها كانت أهم من غياب الاجتماعيات. لكن مع انتصارها، كانت تلك الواقعة بغيضة نوعا ما.
كان عدم شعبية الجماعة مصدر زهو لها؛ إذ كان دلالة على الأفضلية نوعا ما. كانوا كثيرا ما يرددون بنبرة عجب بالذات: «نحن لا نروق لهؤلاء القوم.» أو «هؤلاء الناس يبغضوننا حقا.» حين كانت آيريس واقعة تحت تأثير التنويم الإيحائي الجماعي وسطهم، لم ترغب في أن تنعت بأي وصف آخر. لكن الآن وقد صارت بمفردها، لم يكن من المبهج أن تدرك أن النزلاء الآخرين، الذين من المفترض أنهم محترمون ودمثو الأخلاق، يعتبرونها دخيلة.
كانت في مزاج كئيب ومتمرد عندما دلفت إلى المطعم. كان غرفة مكشوفة كبيرة كسيت جدرانها بورق حائط ذي لون أزرق داكن منقوش بالنجوم المذهبة التقليدية. كانت المصابيح الكهربائية مثبتة في ثريات رديئة مصنوعة من الحديد المطاوع؛ مما كان يعطي إيحاء بأنه موقع تصوير لفيلم هوليوودي تقع أحداثه داخل قلعة من العصور الوسطى. لم تكن هناك سوى طاولات قليلة معدة، ولم يكن هناك سوى نادل واحد وقف منزويا عند الباب.
في غضون أيام قلائل، سيغلق الفندق أبوابه استعدادا لموسم الشتاء. فبعد مغادرة الحشد الإنجليزي الضخم، صار معظم أفراد طاقم خدمة موسم العطلات زائدين عن الحاجة، وكانوا بالفعل قد عادوا إلى منازلهم في المقاطعة.
Shafi da ba'a sani ba