173

Cajalat Hazz

عجلة الحظ

Nau'ikan

الفصل الثاني والثلاثون

الحلم

مع أن القطار لم يكن قد وصل بعد إلى ترييستي، كان يملؤه الضجيج والعجيج الذي يلازم وصوله إلى وجهته. بدأ الركاب في إغلاق حقائب السفر المفتوحة وارتداء معاطفهم وقبعاتهم. انتقلت إلى البروفيسور المتمهل عدوى القلق، فترك الآنستين فلود-بورتر ودخل إلى مقصورته الخاصة.

قال ملمحا لآيريس: «لا أود إزعاجك، لكننا سنصل إلى ترييستي عما قريب.»

لم تبد آيريس أيا من ممانعتها المفرطة السابقة للعودة إلى مقصورتها.

قالت متحمسة لإثارة إعجاب البروفيسور بإذعانها: «يجب أن أحضر حقيبة سفري.»

كافأها بابتسامة استحسان. للمرة الأخيرة، قطعت الرحلة المتقلقة في ممرات القطار. لم يضحك منها أحد أو يلاحظ وجودها حتى؛ إذ كان كل منهم منشغلا بأموره. كانت حقائب السفر والحقائب الصغيرة قد أنزلت بالفعل من أعلى رفوفها ورصت خارج المقصورات؛ مما زاد من تكدس الممرات. وكانت الأمهات يصحن في صغارهن الذين يطارد أحدهم الآخر في الممرات كي يجمعنهم.

مسحن أفواههم العابسة التي تلطخها الشيكولاتة بأطراف مناديلهن التي بللنها. وكان قشر الموز يلقى من النوافذ، والصحف تكدس تحت المقاعد.

كانت الحرارة والازدحام خانقين لدرجة جعلت آيريس تسر لبلوغها مقصورتها، لكن قبل أن تدخلها تراجعت مجفلة عندما خرج الطبيب من مقصورة المريضة القعيدة. بدا وجهه يابسا وشاحبا مثل لب شجرة صفصاف فوق الرقعة السوداء التي هي لحيته المدببة، وبدت عيناه اللتان عظمتهما نظارته ككرتين سوداوين متورمتين.

عندما نظر إليها، شعرت أنه لا جدوى من محاولة خداعه. كلاعب شطرنج محنك، سيتوقع أي حركة يحتمل أن تقدم عليها، وسيكون مستعدا لمواجهتها بضربة مضادة.

Shafi da ba'a sani ba