كانت تحكي عن سيدتين وصلتا مساء إلى فندق أوروبي، في طريق عودتهما من جولة بالشرق. حفظت الابنة جيدا رقم غرفة أمها قبل أن تذهب هي إلى غرفتها. عندما عادت في وقت لاحق لم تجد أي أثر لأمها، ووجدت بالغرفة أثاثا جديدا وورق حائط جديدا.
عندما طرحت الأسئلة، أكد العاملون بالفندق جميعا، بداية من المدير ومرورا بمن تحته جميعا، أنها جاءت إلى الفندق بمفردها. لم يكن اسم الأم مدونا في سجل النزلاء. ودعم المؤامرة سائق سيارة الأجرة والحمالون في محطة القطار.
اختفت الأم وكأنها لم تكن.
لكن بالطبع كان لذلك تفسير. في غياب الابنة، ماتت الأم بالطاعون الذي كانت قد أصيبت به في الشرق. تلك الشائعة وحدها كفيلة بإثناء ملايين الزوار عن زيارة المعرض الذي سيقام في المدينة. لما كانت مصالح مهمة إلى ذلك الحد تقف على المحك، كان لا مناص من التضحية بفرد واحد.
بدأت كفا آيريس تتعرقان وهي تتساءل عن احتمال أن يكون اختفاء الآنسة فروي مناظرا لذلك الحادث لكن على نطاق ضيق للغاية. في حالتها لن يتضمن مؤسسة كبيرة معقدة، أو مؤامرة مدهشة، بل مجرد تحالف بين حفنة من ذوي المصالح.
وقد بين لها هير كيف من الممكن لذلك أن يحدث.
بدأت تحاول مطابقة الوقائع مع تلك النظرية. أولا، مع أن البارونة ثرية، فإنها تشارك عامة القوم في مقصورة. لم؟ لأنها قررت القيام بتلك الرحلة في اللحظة الأخيرة فلم يتسن لها حجز مقصورة؟ لو كان الأمر كذلك، لما استطاعت الأختان فلود-بورتر والزوجان تودهانتر حجز مقصورة خاصة.
أكان ذلك شحا منها إذن؟ أم أنها أرادت أن تجلس في مقصورة معينة في نهاية الممر، بجوار عربة الطبيب، حيث لن يراهما أحد أو يزعجهما؟
علاوة على ذلك أهي صدفة أن يكون باقي ركاب المقصورة من السكان المحليين ممن تتحكم في مصائرهم إلى حد كبير؟
ظلت تلك الأسئلة دون إجابة، بينما لاحت غيمة جديدة من الشكوك في ذهن آيريس. كان من غير العادي أن تترك الستائر دون إسدال في مقصورة المريضة. تركت في واجهة العرض - إن جاز التعبير - للإعلان عن بضاعتهم. أكان الغرض من ذلك هو تمهيد الطريق لنسخة من الاستراتيجية القديمة؛ إخفاء شيء حيث يكون على مرأى من الجميع؟
Shafi da ba'a sani ba