سألها تودهانتر باستنكار: «أتتوقين لفراقي؟» «أنا لا أفكر بك، لكن الأطفال يصابون بالحصبة، والأزواج الذين تهجرهم زوجاتهم يلجئون للخيانة؛ فالعالم مليء بالضاربات على الآلة الكاتبة، وهن جميلات.» «في تلك الحالة لن يسعه أن يلومك إن آل الأمر بينكما للمكاشفة.»
أجفلت عندما سمعت الكلمة.
صاحت بحدة قائلة: «المكاشفة؟ لا تخفني. هل تعتقد أن ثمة احتمالا بذلك؟»
داعب شفته، وقال لها: «بل أظن أننا في مأمن لدرجة كبيرة، لكنني توليت بعض القضايا الغريبة في مسيرتي العملية. المرء لا يعرف أبدا ما قد يكشفه القدر. من سوء طالعنا أن صادفنا زائرين إنجليزيين آخرين في الفندق، كما أن جمالك الأخاذ يصعب أن يظل مغفولا عنه.»
أزاحت السيدة لورا يده. كان ما تنشده هو الطمأنة، لا الإطراءات.
قالت: «لقد قلت لي إنه لن يكون ثمة مخاطرة.» كانت قد تناست أن خطتها الأصلية هي إجبار زوجها على مقاضاتها، فأضافت بأسى: «كم كنت مغفلة!»
سألها تودهانتر: «لم صرت فجأة متشوقة إلى ذلك الحد للعودة إلى زوجك؟» «بصراحة فظة، كل منا يسعى وراء مصلحته، وهو بوسعه أن يمنحني أكثر مما بوسعك أنت أن تمنحني.» «أولم أمنحك ذكرى لن تنسيها أبدا؟»
تأجج الغضب في عيني السيدة لورا، فضحك تودهانتر. كان قد مل جمالها الفاتر وثقافتها المتصنعة، لكن الآن وقد دبت فيها الروح فجأة، أفاق إلى حقيقة أنها تنفلت من بين أصابعه.
قال: «لقد كنت أمازحك. بالطبع لن يعرف أحد بشأن مغامرتنا؛ فليس بوسعي المخاطرة بأمر كذلك، لكن لولا أني استبقت الأحداث عندما سألتني تلك الفتاة عن السيدة التي كانت تسترق النظر لوقعنا في ورطة.»
سألته لورا التي أدركت للتو أن تودهانتر لن يكلف نفسه عناء مناصرة امرأة غير جذابة في خريف عمرها: «لم؟»
Shafi da ba'a sani ba