فتراجعت قائلة: ولا دين بلا دنيا.
وصمتت طويلا وأنا أكتم انفعالاتي المتصاعدة، ثم سألتني: أرأيت ولي العهد؟ - في حفل عيد الجلوس يا مولاتي.
فسألت بصوت غريب: وكيف ترينه؟ - إنه يتفرد بقوة خفية تميزه عن سائر الشباب ...
ففاجأتني متسائلة: أعني كزوج؟
وخرست من هول المفاجأة حتى كررت السؤال، فقلت بصوت متهدج: لا تسعفني الكلمات يا مولاتي. - ألم يساورك حلم يوما بأن تصيري ملكة؟ - أحلامي جزء من قلبي المتواضع. - ألا يفتنك العرش؟ - إنه في سماء لا ترتفع إليها أحلامي.
فصمتت قليلا ثم قالت: اخترتك زوجة لابني ولي العهد.
فأغمضت عيني من شدة التأثر، ثم قلت عندما استرددت قدرتي: ولكنه لا يعرفني ولا يهتم بي.
فقالت باعتزاز: ولكنه يرضخ لمشيئتي عن حب راسخ ...
ثم مواصلة الحديث بجلال: يهمني في المقام الأول أن أجد له شريكة مناسبة، ولما رأيتك ألهمني حدسي بأنك الشريكة المطلوبة، وإني أومن بالحدس إيماني بالعقل.
فأخرسني التأثر الشديد عن التفوه بأي كلمة، واستمرت هي تقول: ولكن الملكة خلقت للواجب قبل كل شيء. ما رأيك في ذلك؟ - أرجو أن أكون كما تودين يا مولاتي.
Shafi da ba'a sani ba