ولم أستطع أن أبوح برأيي لأحد، ولكنني ثابرت على تقديم نصحي للملك. قلت له: لا شك أن إلهك هو الإله الحق، ولكن دع الناس إلى آلهتهم، شيد له في كل إقليم معبدا، وسيكون له النصر الأخير، ولكن جنب البلاد شر الفتن!
ولكن كان أسهل علي أن أزحزح الهرم عن موقعه عن أن أزحزح إخناتون عن قراره، وما زاد عن أن قال لي: يا ضعيف الإيمان!
وقمت بالمحاولة نفسها لإنقاذ البلاد من الفساد، والإمبراطورية من الضياع، قلت له: الدفاع عن النفس حق، ولا يتناقض مع الحب والسلام.
فقال لي بحماسه العجيب: حتى الحيثيون أنفسهم سيخشعون لسحر الحب، الحب أقوى من السيف والكبرياء!
ولما تراكمت سحب الظلام اجتمعت سرا بكاهن آمون وقائد الدفاع ماي، وقلت لهما: لا بد من الإقدام على عمل، وإلا فقدنا الجدارة والشرف.
فنظرا إلي مستطلعين، فقلت: فليكف الكهنة عن إثارة القلاقل في الداخل، وليزحف ماي بجيش الدفاع لإنقاذ الإمبراطورية.
فتساءل ماي: أزحف بلا أمر من فرعون؟
فقلت بهدوء: بلى ...
فتساءل الكاهن وكان أقوى ثلاثتنا: وبعد؟
فقلت: حينما يتم النصر لماي يطالب الملك بإطلاق حرية الأديان.
Shafi da ba'a sani ba