190

.. فأنا أسألك راغبا إليك أن تحضرني إليك، وتقعدني بين يديك، وتعرفني ذنوبي، وتلزمني عيوبي./ فإن يك ذنبي فيك، فعلي أن أرضيك، ثم أعطيك من العهد ألا أعود إليه آخر الأبد. وإن يكن إلى نفسي بسوء رعيتي لها، وجرمي عندها أعفك ونفسي من ذلك، ثم ارجع إلى ما هو أزين في نفسك ثم يكون لك علي ميثاق إخراجك إياي من الجهل، وجودك علي بالبذل أخذا منك بالفضل. وأنا أعيذك بالله أن تكون ممن إذا استرحم قسا، وإذا استكين له عسا، وإذا استعطف جسا. ولذلك أقول:

يحيى تدارك بالرضا رجلا ... أزرى عليه بسخطك المزري

قلق النهار وليله أرق ... باتت عليه همومه تسري

وكذاك يأرق ليله رجل ... قد أسلمته بلابل الصدر

وتقسمته أموره فرقا ... واستمكنت منه يد الدهر

Shafi 222