وكذلك جميع ما يؤول من أوصاف البارئ سحانه إلى صفات البشر لأنه؛ { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } (¬1) . وقوله: { ذق إنك أنت العزيز الكريم } (¬2) . فظاهر أمره مدح وباطنه ذم وتهوين. وقوله: { ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم .. } الآية (¬3) فالظاهر ينقسم قسمين، عاما وخاصا. فالعام ما عم شيئين فصاعدا. والخاص إخراج بعض ما رسمه اللفظ من الحكم.
والعام كقوله تعالى: { والله بكل شيء عليم } (¬4) ، { والله على كل شيء قدير } (¬5) وقوله: (كل من عليها فان } (¬6) . وقوله: { كل نفس / ذائقة الموت } (¬7) وقوله: { قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة } (¬8) وقوله: { جاهد الكفار والمنافقين } (¬9) . وقوله { أحل الله البيع وحرم الربا } (¬10) وقوله: { أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم } (¬11) وشرح العام والخاص سيأتي فيما بعد إن شاء الله.
والعام والخاص ينقسمان إلى قسمين: أمر وخبر. فالأمر إذا دخلت عليه (لا) صار نهيا. والخبر إذا دخل عليه (الألف) صار استخبارا. وهذه الأربعة المعاني إليها تؤول لغة العرب كلها وإليها تنقسم ونحن نشير إن شاء الله إلى لمع في اللغة تخصنا محتاج إلى معناها باختصار.
باب الكلام
وحد الكلام ما استحق (¬12) لمن سمي به متكلما، وكلام الله تعالى وقوله وخطابه واحد.
واختلف الناس في كلام عزوجل، وقوله وخطابه وأمره ونهيه. قالت الأشعرية: هذا كله صفة/ الله عز وجل في ذاته، لم يزل موصوفا بها كالعلم، والقدرة، وأنه تكلم في الأزل كما تقول علم وكلم موسى في الأزل كما تقول علمه.
Shafi 40