وأما حرمة الإسلام فإن الإسلام هو التوحيد، فلن ينتهكوا للتوحيد حرمة، لم يسبوا ولم يغنموا ولم يسترقوا، وقد أعذروا واعتذروا وهو النصيحة في الإسلام، وإنما قتلوه فالقتل من أحكام الإسلام فمنه قتل المحاربين والقود والقصاص ، وعلى الصلاة والزكاة والبغي ونشرب الخمر واشتهار بالمعاصي كالمرجفين. وإن كان الإسلام هو الإيمان والعمل الصالح كما قال الله عز وجل: { آمنوا وعملوا الصالحات } (¬1) فعلى البغي قتلوه وظهور الخيانة وانتهاك حرمة الأمانة، والأصل البغي.
فصل
وأما قول الله تعالى: { ثم أورثنا.................... مقتصد/ ومنهم سابق بالخيرات } (¬2) . وقد اجتمعت المة على سلامة الأخيرين، المقتصد والسابق، واختلفوا في الظالم لنفسه. قال بعضهم: ساقط هالك، وهو قول العامة. وقال بعضهم: ناج مغفور له. وهو قول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها. واستدل الشيخ ماشنن (¬3) بن الخير رضي الله عنه بهذه الآية أن جميع ما تختلف فيه الفقهاء هذا هالك وهذا ناج. ولم ينفع اختلاف العلماء في شيء غير أن المخطيء سالم.
واعلم أنهذه المسألة قد وقع الاتفاق في أصلها وفيما عند الله. وإنما اختلف في ظاهر القرآن قال بعضهم: إن الظالم لنفسه مغفور له في هذه الآية بأمارات دالة في ظاهر الخطاب. قال الله تعالى: { ثم أورثنا
Shafi 313