التنكيد،: { إن الإنسان لربه لكنود } (¬1) . جل أفعالهم المعاندة، فإذا ضويقوا رجعوا إلى المناكدة. أمروا بذبح بقرة فتباهلوا، وبالسجود فتحرفوا، وبالقول حطة فحرفوا. وبقتال الجبارين فتخوفوا، وبعبادة العجل فاعترفوا، وبالإيمان بمحمد فأنفوا، وبالعهود كلها فلم يوفوا. فإذا نظروا إلى إسعاف الله عز وجل غياهم في عظائم الأمور حملتهم الدالة والاغترار على إتيان أقبح الأمور فسلك الله تعالى بهم مسلك من يسوس الأطفال/ الاغفال، والجفاة الجهال، وشغلهم بفرائض يأنف منها ذوو العقول من الرجال، وترضى بها ربات الخدور والجحال. ولا بد من التسليم لقضاء الإله الكبير المتعال. وفي خلال ذلك أرسل رسلا تترى وكتبا تتلى يتعبدهم بها وهم مع ذلك منفتلون مما هم فيه من أنوار النبوات إلى ظلم الجهالات. فمما أسعفهم به وأنعم به عليه أن أنقذهم من أيدي الفراعنة وكانوا يسومونهم سواء العذاب. وفتق لهم في البحر طريقا يبسا نجاهم من فرعون وجنوده رأسا. وأغرق الله عز وجل عدوهم آل فرعون بمرأى ومسمع فخلصوا إلى البرية وجعلهم أفضل البرية. وفجر لهم من الحجر الأير (¬2) ماء زلالا يحمله الثور. وظلل عليهم الغمام، وأنزل/ عليه المن والسلوى، وجعل لهم لباسا لا يبلى. وأعطوا من المكارم ما لم يعطه أحد من الأولياء والأصفياء. فقتلوا النبيئين ومن الناس الذين يأمرون بالقسط من الناس. وآذوا موسى فبرأه الله مما قالوا. ثم آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا. فهذا آخر العهد بهم إلى النار وبئس المصير.ولولا ما وصف الله عز وجل به موسى وطوائف ممن كان على طريقته وما يتعهدهم به من الأنبياء والصالحين لكانوا أشر من فرعون وقومه. وقد قال الله تعالى في محكم كتابه: { ولقد آتينا موسى .............................. يوقنون } (¬3) .
Shafi 232