وأما المرسل فخبر أسنده الراوي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعلوم أن الراوي الذي أسنده لم يصحب ولم يدرك ولم تقع له صحبة مع رسول الله عليه السلام. وقد يقع المراسيل في أخبار الصحابة وإن صحبوا إذا علم منهم أنهم لم يسمعوا من رسول الله عليه السلام. أو قال الصحابي: حدثني صحابي عن رسول الله كالذي يجري لأصاغر أصحاب رسول الله عليه السلام، أنهم يروون أمورا ومعلوم أنهم لم يشاهدوها ومن هو بحال الصغر ممن لا يضبط ذلك ومعلوم أنه غائب عن الصفة التي وقع فيها القول: كرواية ابن عباس عن رسول الله عليه السلام قال لبني النضير حين أجلاهم وذكروا ديونهم عند الأنصار فقال عليه السلام: «ضعوا وتعجلوا» (¬1) . وابن/ عباس إذ ذاك بمكة صغير. ولذلك قال ابن عباس: نحن أصحاب رسول الله عليه السلام نروي عن رسول الله عليه السلام ما سمعنا من بعضنا ولا يكذب بعضنا ولا نكذب.
وأما أخبار الصحيفة، فناس كانوا يكتبون كل ما سمعوا عن رسول الله عليه السلام. "كعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" (¬2) وقام عبدالله بن عمرو بن العاص فقال: أأكتب ما سمعت منك ولو في الغضب يا رسول الله؟ فقال: «أكتب فوالذي نفسي بيده لا يخرج منه إلا الحق» (¬3) يريد لسانه. وهو عمرو بن شعيب بن محمد
Shafi 184