ومصداق ما قلنا أن الأطفال تكتب لهم الحسنات بما يتعلمون في حال الصا من الشرائع وقراءة القرآن وغير ذلك، قول الله عز وجل: { والذين آمنوا...... ذرياتهم } (¬1) وهذا الإيمان المنكر يصلح للآباء والأبناء ويصلح للكبار ويصلح للصغار ويصلح للكل. وأطفال المسلمين مسلمون ومؤمنون. وجميع من في الجنة من الحور العين والولدان والأطفال من أولاد المشركين وغيرهم كلهم مسلمون على قول من يوجب لهم الدخول في الجنة وبحكم دخولهم في الفطرة لقول رسول الله عليه السلام: «كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه هما الذان يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه » (¬2) .
فصل
هل خطاب من في عصر الرسول عليه السلام خطاب لمن يأتي بعده من أمته؟ اعلم أن الأمر الوارد من الله تعالى في القرآن لمن في الرسول عليه السلام لا يدخل فيه من لم يكن موجود العين في ذلك العصر إلا بدليل، وهو الإجماع المقتبس من أنفاس النبوة وتصريحا. وأما قوله عليه السلام: «بعثت إلى الأحمر والأسود» (¬3) وقوله تعالى: { وما أرسلناك إلا كافة للناس } (¬4) . وقوله عليه السلام: «حكمي على الواحد حكمي على الجميع» (¬5) فليس يتجه إلا على الموجودين في عصر
Shafi 102