Adalci Allah da Inda Tasirinsa yake cikin Halittu
العدل الإلهي وأين أثره في المخلوقات
Nau'ikan
قالوا: إذا كان الله عادلا فلماذا هذا التناحر القائم ليل نهار بين الوحوش في الفيافي؟
نقول: والرأي السائد أن هذا الناموس الطبيعي يظهر بادي الرأي أنه مناف لجوده وعدله سبحانه وتعالى، وإنما يعتقد الإتلاف المذكور نقصا أولئك الذين يعيشون في جلودهم، فلا ترتفع أبصارهم إلى ما فوقهم، ولا تقوى شاعرياتهم على الوصول إلى الحقائق، ولا عقولهم على إدراك الحقيقة، أولئك الذين يقيسون كمالات الله - جل وعلا - على قدود أفهامهم ومستوى مداركهم، وما فيهم من ماهية إدراكية، وكان فوت أفهامهم أنهم إنما يزعمون الخلل والنقص في عين الحكمة، وما دروا كيف يمكن لخير حقيقي أن ينتج من شر ظاهر، ولو أنهم ولوا وجوههم شطر المظهر الروحي، ووحدة نظام الكون؛ لزال من أنفسهم هذا الوهم، أو انتفى الشك، وتحققوا أنه الصواب في ما ظنوه نقصا وشذوذا، وأن الحياة الجسدية إن هي إلا كساء وقتي، أما الحياة الحقة الصحيحة - في الحيوان والإنسان - فهي في العنصر الروحي.
بين مذهبين
لا نبالغ إذا قلنا إننا نعيش في عصر المادة، وقد ملك المذهب المادي على الناس جماع حواسهم ومشاعرهم، فصاروا ماديين في كل شيء، في كل مظهر من مظاهر حياتهم، لا يهتمون إلا بالمادة، ولا يأنسون إلا لها، ولا يفكرون إلا فيها، فانتصر المذهب المادي على المذهب الأدبي، ولكن إلى حين، أما المذهب الروحاني فالرأي عندنا أنه مذهب المستقبل، ولقد مل الناس هذه المادية بعد أن قطعوا فيها من عامة عمرهم شطرا كبيرا، وما في هذا المذهب (المادي) من فضل إلا في تكييف وتسهيل سبل الحياة الدنيا، وحسبنا أن نعلم أن النهليست والفوضويين والشيوعيين، حسبنا أن نعلم أن هؤلاء - وهم أخطر ما يكونون على المجتمع الإنساني وأضر ما ظهر على الإنسانية - من الذين ارتشفوا المادية البحتة، هنالك يحق لنا أن نمقت الاندماج في المادة بكل حواسنا، وهنالك يحق لنا أن نعمل على إحياء المذهب الروحاني وقد أذن مؤذن البشرى، ودقت ساعة الانتعاش، وبدأ نجم هذا المذهب في الظهور، بعد أن اعتنقه كثيرون، وأقبل عليه عظماء جليلون من عمد العلم وزعماء الفلسفة، وأقطاب المذهب المادي، وحسبك أن تعلم أن أمثال: إديسون المخترع الأمريكي الأشهر، وأولفر لودج رئيس المجمع العلمي البريطاني وأكبر مظهر في جو العلم وزعيم في حلبة المادة، ووليم جيمس ومكانته مكانته في العلم الحديث، وكونان دويل، وستيد، وأمثال هؤلاء النوابغ؛ قد هجروا المادية بعد أن عافوها واعتنقوا «المذهب الروحاني» وعالجوا كثيرا من موضوعاته عمليا. •••
من منا يستطيع أن يقف حركة تفكيره والناس مفطورون على التفكير، شغفون بتعرف ما خفي وعمي عليهم، كلفون بالنظر في ماضيهم ومستقبلهم، فأول ما يهم الإنسان التفكير فيه هو أن يعرف ويسأل نفسه في: من هو؟ من أين أتى؟ إلى أين هو ذاهب؟ وما هي الغاية من وجوده في هذا العالم؟
ولما لم يأنس الإنسان في نفسه قدرة على تعرف الصواب من هذه الأمور ولى وجهه شطر العالم غير المنظور، فعالج مسائل المذهب الروحاني وانتفع بها: انظر كيف قصد شاوول الملك إلى عرافة عين دور، ثم طلب إليها أن تستحضر له روح صموئيل، فحضر روح صموئيل، واستطلع منه نتائج الحرب كما جاء في التوراة.
إن كثيرا من اليهود كانوا يتناقلون تعليما سريا يدعى القبالة، موضوعه مناجاة الأرواح، ولم يكونوا يقبلون في شركتهم إلا من قيد نفسه بالأيمان المغلظة على الأمانة وحفظ السر، وهاك ما جاء في التلمود بهذا المعنى: كل من تعلم هذا السر «استنباء الأرواح» وحرص على كتمانه في قلب نقي؛ يحظى بمحبة الله، ومودة البشر، ويكون اسمه مبجلا، وعلمه لا يشوبه النسيان، ويكون وريثا للعالمين رأي الحاضر والعتيد.
وأنت تعلم من تتبع سير الأقدمين أن الشعوب جميعها كانت تؤمن قديما بإمكان مخاطبة الأرواح، وإنما كانت طائفة معينة في كل أمة، وبين كل جيل من الخلق تحتكر هذا الموضوع، وتجعله سرا مكتوما، وتخفيه على الكافة من الشعب.
ولقد يحدثنا التاريخ أن كهنة الهنود كانوا يعالجون تعويد بعض أناس على استحضار الأرواح، وعلى معالجة حوادث أخرى مدهشة بالمغناطيسية الحيوية، على أن هذا السر - سر استحضار الأرواح - لم يكن يعلمه إلا من قضى أربعين سنة في التجربة والطاعة العمياء، أما المتمرنون فكانوا على ثلاث طبقات: (1) البراهمة: ووظيفتهم العناية بالطقوس الخارجية، وخدمة هياكل الأصنام، وإرشاد الشعب وتعليمه. (2) هم المقسمون والعرافون، ومستحضرو الأرواح: ووظيفتهم الإبهام على عقول الشعب بحوادث خارقة، وكانوا يقرءون ويفسرون كتاب «الإطار فافيدا». (3) هم البراهمة المتقدمون المعتزلون عن الشعب: وكانوا يعالجون دراسة قوى الكون والعلل الطبيعية، ولم يكونوا يظهرون خارج الصوامع إلا نادرا وبهيئة مخوفة.
وكذا أجمع المؤرخون على أن كهنة المصريين كانوا يأتون أعمالا خارقة للعادة، منها تلك الأشياء التي تحدثنا عنها التوراة في سحرة فرعون.
Shafi da ba'a sani ba